نشر نائب في
البرلمان اللبناني صورة على صفحته في "فايسبوك" يظهر فيها جرار حقائب محطم، وقربه وقف مسافرون ينتظرون، على ما يبدو، حقائبهم، في وقت بدت في الجهة المقابلة حقائب قليلة عليه. وكتب فوق الصورة كلمتين فقط: "
مطار بيروت".
الصورة التي نُشرت في 20 آب 2018، أعاد نشرها العديد من اللبنانيين مرفقة بتعليقات تنتقد
المطار مع تساؤلات عن حسن إدارته وعن الهدر المالي والفساد السياسي ومعاناة اللبنانيين، وأثارت جدلا أيضا عن مدى صحتها لا سيما وأن الصورة أُعيد نشرها مع فارق أن الجرار سليم وليس محطما. موقع صحيفة النهار أكدّ
اليوم ضمن تحقيق بعنوان "ما قصّة جرّار الحقائب المحطّم في المطار؟" أن الصورة زائفة، وقد تمّ التلاعب بها، ونقل عن إدارة
مطار رفيق الحريري الدولي تأكيدها أنه منذ شهر حتى اليوم، لم يتعطّل أي جرار حقائب وكلها تعمل مئة في المئة.
وأوضح المصدر لموقع النهار أنّ "ما يُحكى عن جرار حقائب محطم واقعة حصلت بالفعل، ولكن قبل نحو 5 اشهر. يومذاك، تم احضار آلة ضخمة من الخارج. ولدى نقلها على جرار الحقائب، تسببت بتحطيمه. وقد تم تصليح الجرار، في غضون يومين او ثلاثة ايام، بعد احضار المستلزمات من الخارج".
وشدد على ان "رقابة مسؤولي مختلف اقسام المطار متواصلة على مدار الساعة، والجولات الاستطلاعية يومية في كل ارجاء المطار، من اجل حسن سير العمل فيه. واذا حصل كما يُزعَم في الصورة، فلا يمكن ان نبقى ساكتين عن الامر. لكن الصورة ليست صحيحة، ولم يحصل كما تزعم".
حاولت "النهار" الإتصال بالنائب المعني الذي نشر الصورة أولا ولم تتلق أي تعليق منه، كذلك اتصلت بصفحة "Lebanese Parody" للسؤال عن الصورة التي يؤكد انها "الاصلية"، لكن أيضاً لا جواب.
خبير في التصوير كشف للموقع أن "هناك تلاعب واضح في الصورة التي يظهر فيها الجرار محطما. الخطأ الاكبر الذي وقع فيه من تلاعب بها، يظهر عند السيدة بالرداء البرتقالي. فعندما عمل الشخص على ازالة الحقائب، باستخدام برنامج "الفوتوشوب"، لا سيما الحقيبة قرب يدها
الشمال، اظهر قلة احتراف في عمله، خصوصا على صعيد السجادات السوداء. ففشل في ابقاء تناسقها واضحا، وكانت النتيجة تموجات واضحة فيها كشفت التلاعب بها، بالإضافة إلى اختلاف البلاط في صورة الجرار السليم، وتحديداً عند قدمي السيدة بالرداء البرتقالي، عن البلاط في صورة الجرار المحطم".