أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، مساء الأحد عن مقتل الجزائري مختار بلمختار، والمرتبط بتنظيم "
القاعدة"، في غارة نفذتها طائرات أميركية في شرق ليبيا ليل السبت.
وقالت حكومة
عبد الله الثني في بيان إن "الطائرات الأميركية قامت بمهمة نتج عنها قتل المدعو المختار بلمختار ومجموعة من الليبيين التابعين لإحدى
المجموعات الإرهابية بشرق ليبيا".
وتابعت أن الغارة الأميركية تمت "بعد التشاور مع الحكومة الليبية الموقتة للقيام بهذه العملية التي تساهم في
القضاء على قادة الإرهاب المتواجدين على الأراضي الليبية".
وأكدت الحكومة الليبية الموقتة في بيانها "تأييدها" للغارة الأميركية، مشيرة إلى أن "هذه العملية جزء من الدعم الدولي الذي طالما طالبت به لمحاربة الإرهاب".
وكان البنتاغون أعلن الأحد أن الجيش الأميركي نفذ ليل السبت ضربة ضد هدف "إرهابي مرتبط بتنظيم القاعدة" في ليبيا دون أن يحدده، ليعود ويؤكد لاحقا أن الغارة شنتها طائرات أميركية واستهدفت بلمختار زعيم جماعة "المرابطون".
وقال المتحدث باسم
وزارة الدفاع الأميركية الكولونيل ستيفن وارن في بيان "بوسعي أن أؤكد أن هدف الضربة التي نفذت الليلة الماضية في ليبيا في إطار
مكافحة الإرهاب كان مختار بلمختار".
وأضاف البيان أن "الغارة نفذتها طائرات أميركية. نحن نواصل تقييم نتائج العملية وسنقدم تفاصيل إضافية في الوقت المناسب".
من جهتها نقلت
وكالة الأنباء الليبية عن مصدر مسؤول في الحكومة الموقتة، التي تتخذ من مدينة البيضاء في شرق ليبيا مقرا لها، أن الغارة "جرت ليل السبت- فجر الأحد في مدينة أجدابيا" التي تبعد 160 كلم غرب مدينة بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي.
وتابع المصدر أن الغارة استهدفت "إحدى المزارع حيث كان يعقد بلمختار اجتماعا مع قادة تنظيمات متطرفة من بينها أعضاء في جماعة
أنصار الشريعة"، التي تعتبرها
الأمم المتحدة منظمة إرهابية.
وولد بلمختار في حزيران من العام 1972 في غرداية الواقعة على أبواب الصحراء الكبرى ولم يكن قد أتم عقده الثاني حين ذهب للقتال في أفغانستان في 1991 حيث فقد عينه اليمنى واكتسب لقب "الاعور".
وبلمختار الذي يعتقد أنه العقل المدبر لعملية احتجاز الرهائن الدامية في حقل "عين أمناس" للغاز في الجزائر مطلع 2013 (قتل فيها 37 رهينة أجنبيا وجزائري واحد و29 مهاجما)، هو القائد السابق لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل أن ينشق عنه ويؤسس في نهاية 2012 تنظيم "الموقعون بالدم".
واندمج تنظيمه في 2013 مع حركة "التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا، إحدى المجموعات التي سيطرت على شمال مالي لنحو عام بين خريف 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة "المرابطون" التي تزعمها بلمختار. ولكن هذه الزعامة كانت موضع تشكيك مؤخرا من جانب خبراء في شؤون الجماعات الجهادية.
وبحسب هؤلاء الخبراء فإن الانقسامات داخل قيادة "المرابطون" خرجت إلى العلن مع إعلان أحد قادتها في منتصف ايار الفائت مبايعة الجماعة لتنظيم "
الدولة الإسلامية" ثم نفي بلمختار نفسه ذلك وتجديده البيعة لزعيم "القاعدة" أيمن الظواهري.