علّق رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان على بيان الحزب التقدمي الاشتراكي أول من أمس، قائلاً: "للأسف، موقفهم كان أشبه بمهزلة. ضعيف وخالٍ من أيّ مضمون قضائي وقانوني ومعلوماتي دقيق. يمكن القول إنه تشويه للصورة، ومحاولة لنقل الصراع من جريمة إلى صراع درزي ــ مسيحي. لكن ما حصل كان محاولة اغتيال مباشرة للوزير صالح الغريب. استشهد اثنان من الرجال، رامي سلمان وسامر أبو فراج، وجميع السيارات في الموكب أصيبت بطلقات نارية، وسيارة صالح وحدها 19 طلقة، على الرغم من أن شبّاكه كان مفتوحاً. لكن مع الأسف، نحن في بلد نقمته الطائفية والمذهبية، وما يحاولون فعله محاولة للهروب واختراع خصوم وهميين، خصوصاً عندما يكون هناك تسجيلات لنائب الفتنة (يقصد الوزير أكرم شهيب)، وهو يقول: «ما حدا بيمرق إلا على جثثنا». هذا تهديد للسلم الأهلي وأمن الدولة ومحاولة اغتيال وزير في الحكومة".
وفي مقابلة أجراها معه الصحافي في جريدة "الأخبار" فراس الشوفي، أوضح ارسلان استخدامه مصطلح "نائب الفتنة"، بالقول: "هي تراكمات. تذكّر حادثة الشويفات، فهو حرّض الذين نفّذوا اشتباك الشويفات قبل 24 ساعة، وقال كلاماً كبيراً وسمّاني بالاسم. وكان قبلها بأسبوعين في الشويفات أيضاً قد ألقى خطاباً فتنوياً. ثم في عين دارة، هو من نظّم وعبّأ المسلحين. هذا أسلوب منحطّ للتعاطي بالشأن الدرزي العام. ثلاثة حوادث خلال سنة واحدة، اللاعب واحد والمحرض واحد والمنفذ واحد".
سُئل "تتحدّث الآن عن أن الاستهداف هو للوزير الغريب. لكن ما نقل عن لسان الرئيس ميشال عون في الأسبوعين الأخيرين أن الاستهداف هو للوزير جبران باسيل. ألا تغذي رواية عون ما تقول إن جنبلاط يحاول فعله لنقل الصراع إلى مسيحي - درزي؟"، فأجاب: "اعذرني. لكن الذي يتحالف مع (رئيس حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع، آخر من يحقّ له الحديث عن خلاف درزي - مسيحي. هذا كلام لتضليل الرأي العام. قلنا إن هذا الأسلوب سقط، أي أسلوب الهجوم للدفاع. لقد عرّتهم الوقائع. بالمناسبة، إذا لم يتآمر جنبلاط على نفسه وعلى ابنه وعلى بيته كما يفعل الآن، بإمكانه أن "يفضي باله" لأن لا أحد ما يتآمر عليه. هو مسكون بهواجس نفسية، ولا أحد يستطيع علاجه من القوى السياسية أو الدول. يحتاج إلى علاج خاص".
وعن اتهامات جنبلاط لسوريا بتحريك الشارع الدرزي والتآمر عليه، ردّ ارسلان قائلاً: "صدقني، سوريا لا تفكّر فيه ولم أسمع مسؤولاً سورياً يتحدث عنه. سوريا تخوض حروباً للكبار على مستوى إقليمي وعالمي، والرئيس بشار الأسد محارب كبير ضد دول استعمارية وعصابات إرهابية مسلحة وخطيرة. أما جنبلاط، فهو يخترع كل يوم نظرية مؤامرة، مرة يتهم (الرئيس) سعد الحريري، ومرة الشيعة ومرة المسيحيين، والآن يركّز على الدروز. جنبلاط هو ملك التآمر، وبات يكذب الكذبة ويصدقها ويسوّقها".
وتابع ارسلان قائلاً: "سأقول كلاماً كبيراً. فما يجرحني على المستوى الشخصي والوطني والدرزي، أنّ جنبلاط بيك هو عدو كل ما يمتّ إلى الدروز بصلة. لماذا؟ لا أعرف! فهو لم يترك عادات وتقاليد، يلعب على تناقضات الهيئة الدينية ويؤلب المشايخ على بعضهم، يكسر كل فكرة عزة النفس والشورى بين الدروز، وكأنه مسخّر لصنع عداوات للدروز أو لتحطيم معنوياتهم وبيع حقوقهم.
ابنه (النائب) تيمور بيك، جلست معه جلسات عديدة. هو ليس في هذا الجو، وليس بهذه النفسية أبداً. لماذا يفخخ البيت بتيمور ويورثه أحقاد وأزمات؟ أعتقد أن المتأثرين في المطبخ السياسي عنده، للأسف، حاقدين ومرتزقة. بالنهاية، هذا الأمر يورّطه، مثل ما حصل في المؤتمر الصحافي أمس (أول من أمس). عندما يغرق محاميهم نيابة عن نائب الفتنة، ويدّعي على فادي أبو فراج خال الشهيد سامر بمواد كلها مواد من اختصاص المجلس العدلي، يكون قد ورّطهم".
وعن رأيه في التحقيق الذي أجراه فرع المعلومات، قال: "أنا بصراحة لم أطلع على التحقيق، ليس لدي ناس في الأجهزة تسرب لي مثله. لكن تقرير «الأم.تي. في» والتسجيلات الصوتية كانت مخيفة. بدل أن يذهب إلى المبادرات التي تثبت براءته، يذهب إلى التورط بالجريمة؟".
الوضع اليوم في الساحة الدرزية بحسب ارسلان متوتر، و"هناك قلق في الساحة الدرزية. ومن هذه الخلفية نطالب بالمجلس العدلي، لا لنأخذ بثأرنا من وليد جنبلاط، لكن لنضع حداً لهذا الأسلوب بالتعاطي السياسي الأمني في الجبل".
رئيس الحزب الديموقراطي توجّه للدروز قائلاً: "انتبهوا، كلنا تعبنا على أولادنا، ليس ليجري اصطيادهم على الطرقات. الحرب خلصت. لا أحد يضمر الشر للدروز، وأنا ضميري مرتاح، ولنهدئ لعبة تخويف الأقليات، لأنها تذبحهم. من لديه أقلية عددية مثل الدروز، يحمي نفسه بالمواقف المنفتحة وليس بالانغلاق، ولا المشاريع الخاصة. ولنأخذ أمثال غيرنا من الأقليات دون تسميات. هل هناك أقلية واحدة في الشرق انغلقت وناصبت العداء لمحيطها ولم يُنكَّل بها؟ كلما تقوقعنا نتعرض فوراً للكسر في السياسة. عاليه والشوف ليستا كانتوناً".
سُئل: "هل يذهب جنبلاط إلى استخدام السلاح؟ ولماذا برأيك؟"، فأجاب: "هذا سيف ذو حدين. إذا ظن أحد أنه ينتصر بذلك عند الدروز، يكون مخطئاً. اللعب بدم الدروز مكلف للغاية. يحب وضع حد لهذه السياسة. وهذا ما اتفقنا مع رئيس الجمهورية عليه. قلنا إنّ هناك ثلاثة مسارات: قضائي واضح وصريح للجم أي حادث مستقبلي، ومسار أمني يؤكد أن الشوف وعاليه جزء من لبنان وليس دولة ضمن دولة، والجزء السياسي قلنا إننا منفتحون فيه على كل الحلول، لكن ليس على حساب دم الناس".
وعمّا اذا كانت هناك خطة أمنية من قبل الأجهزة الرسمية تُعَدّ للجبل، قال: "إذا لم يحصل خطة أمنية جدية، مين بيضمن لوين رايحين؟"، مضيفًا: "ما المانع (من حصول أحداث أمنية مستقبلاً) إذا كان هناك مسلحون فالتون يقتلون الناس بلا حسيب؟ هل تريد منا أن ندجج مواكبنا بالسلاح خلال كل تنقّل أو زيارة؟".
وتعليقًا على ربط جنبلاط بين حادثتي البساتين والشويفات، شدّد ارسلان على أنّ "موضوع الشويفات مختلف"، وقال: "هناك حصل اشتباك مسلح بين حزبين، وبقيت المعركة ساعة وربع ساعة، بينما في قبرشمون هو تعدٍّ واضح وصريح لاغتيال صالح الغريب. عندما يقول الشويفات متل قبرشمون علينا إضافة الجاهلية وخلوات الكفير وعين دارة. لكن الجاني لا يقرر".