استذكر السياسيون اللبنانيون ذكرى اندلاع الحرب الاهلية في 13 نيسان 1975، مؤكدين أنها عصية على النسيان، معتبرين أنها ذكرى أليمة تتكرر اليوم بوجوه مختلفة، وسط دعوات للتكاتف للمنع من الوقوع بحرب جديدة.
فغرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر تويتر كاتبا "نحنا منتذكرها. غيرنا حابب يعيدها".
وغرّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب
بيار بو عاصي عبر حسابه على "تويتر" : ١٣ نيسان ١٩٧٥ سقط جوزف بو عاصي شهيداً مقاوِماً لبنانيّاً في وجه من فرّط بالسيادة وهيبة الدولة والشراكة الحقيقية. تكريس السيادة وبناء الدولة والحفاظ على الشراكة هدفنا، وفاءً لتضحيات الشهداء وحماية لشعبنا.
وغرّد المرشح عن المقعد الماروني في جبيل النائب
زياد الحواط عبر "تويتر" كاتباً: "في ١٣ نيسان ١٩٧٥ إنتفض اللبنانيون لسيادة بلدهم ودفعوا أثمانا باهظة ومواكب شهداء. وفي ١٥ أيار سينتفض اللبنانيون مجددا في صناديق الاقتراع ليستردوا السيادة من محور القتل والموت والافقار".
للمناسبة ذاتها، زار نائب رئيس
مجلس الوزراء السابق
غسان حاصباني مقر جهاز الشهداء والمصابين والاسرى في القوات اللبنانية في الضبية وجال على المعرض الدائم لذخائرهم، مؤكداً أن شهداء "القوات" سقطوا من أجل لبنان وكل اللبنانيين "كلن يعني كلن" ولولاهم لما كنا هنا اليوم ولما بقي لبنان. أضاف "لم نكن موجدين اليوم لولا شهدائنا الذين ضحوا بحياتهم ومصابينا الذين يحملون صليب الالم في اجسادهم واسرانا الذين لن ننساهم ما حيينا ولن نهمل قضيتهم". ختم حاصباني "اللبنانيون شعب صامد و"القوات" جسدت هذا الصمود وكذلك المقاومة الحقيقة التي حافظت على لبنان ومنعت اي الغاء لهويته. وها هي اليوم تشكل الدرع الاساسي للدفاع عن لبنان. نحن الى جانب كل اللبنانيين، أحبونا أم لم يحبونا، لأننا أبناء هذه الأرض، ولدنا فيها وعشنا فيها وسنبقى فيها الى أبد الآبدين".
وغرد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان كاتبا "انتخبوا الثابتين في الدفاع عن لبنان منذ ١٣ نيسان ١٩٧٥ ذوداً عن وجودنا وحريتنا واستقلالنا. لا تنتخبوا الجبناء المتقلبين الحلفاء القدامى الجدد لنظام الأسد المتآمرين مع غزاة بيروت والجبل ٢٠٠٨ وعين الرمانة ٢٠٢١."
اما مرشح “القوات اللبنانية” في قضاء البترون
غياث يزبك فغرد ايضا: 13 نيسان 1975، 13 نيسان 2022، الهجمة على لبنان مستمرة، هويات المعتدين تحوّرت فصاروا “لبنانيين”، هوية المدافعين “قوات” لم تتبدل، لكن خطوط دفاعهم الأولى صارت صناديق الاقتراع… أيها اللبنانيون أَسقِطوا أصواتكم فيها بغزارة، أسقِطوا المعتدين بسَيلها كي لا يسقط لبنان.
غرد الرئيس
سعد الحريري عبر حسابه على "تويتر":13 نيسان 1975 .. معاناة اللبنانيين تتكرر بوجوه مختلفة، لن ننسى".
وغرّد رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل عبر "تويتر": "السلم الأهلي تحميه الشراكة المتوازنة، ضمانته العدالة والمساواة، حصانته الحرية والانتماء، مبدأه التواصل والحوار. هذا هو نهجنا في التيار الوطني الحر، نعيشه كل يوم حتى لا تتكرر ١٣ نيسان".
وقال النائب السابق مصطفى علوش، عضو لائحة" لبنان لنا"، لمناسبة الذكرى السنوية للحرب الأهلية في 13 نيسان 1975 في تصريح:"اليوم تحل ذكرى 13 نيسان التي ادخلت لبنان في كارثة الموت والدمار، وبينما نحن نتذكر احباءنا الذين سقطوا وبيوتنا التي هدمت علينا ان نتذكر انه لم تكن هناك حرب ولا موت عبثي ولا تهجير لولا وجود الميليشيات الطائفية، فلنتكاتف معا لمنعها من التسبب بحرب جديدة".
كذلك غرد النائب سيمون ابي رميا عبر حسابه على "تويتر": "في 13 نيسان 2010 حولت من موقعي كرئيس للجنة
الشباب والرياضة النيابية هذه الذكرى الى مناسبة التقاء ووحدة بين الوزراء والنواب من مختلف الاحزاب تحت شعار "كلنا فريق واحد" وخضنا مباراة كرة قدم متسلحين بالروح الرياضية وغمرنا جميعا العلم اللبناني، ما زلت اراهن على الحس الوطني لنبذ الحقد والعيش معا بسلام ووحدة بعيدا من الارتهان الى الخارج لتغليب المصلحة اللبنانية والولاء للوطن بعيدا من الاجندات الخارجية، وحدتنا ومصلحة لبنان فوق كل اعتبار كي نعيش بسلام واستقرار".
وغرد عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي لمناسبة ذكرى 13نيسان على حسابه قائلا : كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت .وذكر بقول مارتن لوثركينغ .. بوحدتنا نحفظ بلادنا.
كما غرّد رئيس
المجلس التنفيذي لـ" مشروع وطن الانسان" المرشّح عن دائرة
كسروان - جبيل
نعمة افرام كاتباً: "13 نيسان ذكرى في معاناة شعب لا زالت الحروب عليه مستمرّة.
تا ما نترحّم على لبنان غيّروا المسار: انتخابات 2022".
لكن يبقى السؤال: هل تعلّم اللبنانيون الدرس من الحرب الأهلية؟..
لمعرفة الجواب التقت «اللواء» شخصيات منوّعة ومن مجالات مختلفة، فكان الآتي:
{ أستاذ الأدب العربي نبيل خانجي اعتبر أن اللبنانيين اليوم هم شتات لمجتمعات عشائرية وطائفية ومذهبية، يقول: «كل مجموعة تحاول أن تلوذ وتحتمي بالعشيرة أو المذهب أو الطائفة، واللبنانيون حتى القادة اليوم - من هم قادة - ما تعلّموا أن لا غلبة لا لطائفة ولا لمذهب ولا لفئة على أي فئة في لبنان.
والشيعة الذين لهم الباع الطويل اليوم في تقرير مصير لبنان على جميع الأصعدة بسبب النفوذ المسلح للثنائي الشيعي وحزب الله في المقدمة، فاللبنانيون ما تعلّموا وتقديري أنهم لن يتعلّموا وأن لا بارقة أمل في بناء وطن يحمل الهوية اللبنانية، ما لم يتم القضاء جذريا على كل ما يمتّ إلى الطائفية والمذهبية والإرتهان إلى الخارج.
هذا الأمر يكاد أن يكون مستحيلا في ظل وجود أبواق لا زالت تدعو إلى التفرقة بين المذاهب وتستغل ضعاف النفوس وتغذّي في عقول الأطفال لبن وحليب الشرذمة والإنقسام ورفض الآخر لأنه من مذهب آخر أو سبّه وشتمه وشتم أئمته و.. و...
فما زالت النعرة الطائفية والنعرة المذهبية التي تغتذي من وجود دولة في المنطقة هي إيران تسعى إلى الهيمنة على المنطقة ومنافسة إسرائيل في هذا المجال كلاعب إقليمي يعود إليه القرار والقدرة في تحديد مسار مستقبل هذه المنطقة.
فاللبنانيون إن تأمّنت لهم الظروف المناسبة، فإن بذور الحرب لا تزال قائمة وموجودة، لكنهم أنهكوا إقتصاديا وتم محو بعضهم سياسيا وما عادت لهم القدرة المالية على أن يلجأوا إلى السلاح لحلّ خلافاتهم، إضافة إلى انشغال العالم والدول صاحبة القرار في المنطقة في ساحات أخرى».
{ المحامي ماجد رمال رأى أن الجيل الذي عايش الحرب الأهلية ومعاناتها لم يعد لديه القدرة على تحمّل ويلاتها، يقول: «الجيل الجديد لن يتعظ مما سبق كونه لم يعايش تلك المرحلة الصعبة والقاسية، لذلك فهو ينجرف ودون تفكير بالعواقب إلى ما يفرضه عليه الواقع الطائفي والمذهبي، لا سيما في ظل الأحقاد الطائفية والمذهبية والضغوطات المعيشية الراهنة مدفوعا برغبة أمراء الحرب الذين ما زالوا يتربعون على عروشهم، والذين يتحركون بإيعاز خارجي الذي لم يحن وقته بعد بدليل ما حصل في الأيام الماضية من أحداث، كان آخرها أحداث
عين الرمانة
ومن هنا، يمكن القول أن الحرب الأهلية فيما لو اندلعت، سيكون وقودها الجيل الجديد بقيادة أمراء الحرب أنفسهم الذين ما زالوا يسعون وراء مصالحهم الشخصية، دون النظر إلى المصالح الوطنية».
{ الإعلامي يزبك وهبي لفت إلى أنه بعد 32 سنة على انتهاء الحرب الأهلية لا بد من القول أن في لبنان فئتين: «فئة تعلّمت من دروس الحرب ولن تعيد تكرارها وتعتبر أن ما حصل كان خسارة كبيرة جدا: 100 ألف شهيد، مئات آلاف الجرحى والمشرّدين والمعوقين، مليون مهاجر... هذا عدا عن أضرار بعشرات مليارات الدولارات.
هذه الفئة اقتنعت أن الحرب يجب أن لا تتكرر ويجب أن لا نسمع بها مجددا وخصوصا أن مآسيها ما زالت ماثلة في بيوت كثيرة في لبنان وأضرارها كذلك.
وثمّة فئة أخرى تعتبر أن الحرب هي سبيل لنجاح أو استقواء فئة على فئة أخرى.
لذلك، على الجميع أن يدرك أن السلاح لا يؤدي إلى نتيجة وأن الحرب كما قال السياسي اللبناني صائب سلام -رحمه الله-: «لا غالب ولا مغلوب» هكذا تنتهي، وبالتالي الحروب لا تؤدّي سوى إلى المآسي، وعلى هذه الفئة أن تدرك أن الحروب والفتن والمشاكل لن تجدي نفعا وأن قدر لبنان وقدر اللبنانيين أن يعيشوا سويّا. وبالتالي علينا أن نتجه -بنظري- شيئا فشيئا من الدويلات الطائفية التي نعيش فيها إلى دولة مدنية تكون هي السبيل للحدّ من الحروب ولتجنّب الوقوع في الحرب مجدّدا».
{ الأخصائي في الجراحة النسائية والتوليد والصحة الجنسية الدكتور فيصل القاق، أشار أنه منذ نيسان ١٩٧٥، مرّ حوالي نصف قرن على بداية الحرب الأهلية في لبنان التي ذهبت بالبشر والبنيان والكثير من الأحلام والآمال، وبعثرت مفاهيم متعلقة بلبنان الفكرة والكيان والدولة وعلّة الوجود.
يقول: «بدأت الحرب تحت مسميات وعناوين متعددة، وبعناصر مختلفة، لكن الثابت فيها أنها لم تكن حرباً بسبب اختلاف اللبنانيين واللبنانيات، بل بسبب تناحر وتنافر قياداتهم التاريخية والمستجدة حول المسائل المحلية والإقليمية.
يعتقد الكثيرون أن الحرب ما زالت مستمرة بأدوات وشعارات مختلفة لم تُحسّن أو تغيّر شيئاً في واقع ومستقبل السكان، لا بل زادت من تشرذمهم ويأسهم وتبعيتهم وحديثا، بإفلاسهم، وسقوط الدولة الحاضنة بعدما أمعنت في إضعافها.
لكن هل تعلّم اللبناني الدرس من الحرب الأهلية؟..
إنّ الذي يجب أن يتعلم الدرس هم القيادات والطبقات السياسية؛ أن تتعلم التعاطي بالسياسة النبيلة، وتمارس تداول السلطات وفصلها، وبناء الدولة وتنشئة المواطن وتربيته لأنه روح الدولة، والعبور بهما نحو الاستقرار والتنمية والمواطنة بدل التعامل مع الدولة كجمعية تبغي الربح وتقاسم مغانمها وتفتيت هياكلها ونثر الأشلاء.
لم تتعلم الطبقة السياسية أن تعتذر للبنانيين ولأهالي وعائلات الضحايا والمصابين والمفقودين، ولم تقم بالجهد اللازم لاستعادتهم الى كنف الرعاية والعناية.
لم تتعلم الطبقة السياسية ان بناء الدولة يتطلّب التنازل عن دويلاتهم، وان بناء الإنسان هو الأبقى والأسلم للجميع.
الدرس الوحيد الذي يجب على المواطن أن يتعلمه هو أنه لا يمكن لمن دمّر الدولة أن يُكلّف بإعادة بنائها. ليس الغريب أن الشعب لم «يتعلم الدرس»، بل الغريب والعجيب أن هذه الطبقة السياسية لم تدرك بعد نصف قرن أنها غير قادرة على بناء الدولة».
ماذا يقول علم النفس؟
{ الأخصائية النفسية ديالا عيتاني تحدثت عن الجانب النفسي لهذا الموضوع، تقول: «أحيانا كثيرة نعتقد أن الشخص عندما يقع في خطأ عليه أن يتعلم منه، لكن فعليا من السهل جدا على الإنسان أن يدخل في ذات الدوامة ونفس طريقة التفكير والتصرفات.
علم النفس يقول أنه يجب أن يكون هناك وعيا وإدراكا للأمور التي حصلت، كما يجب على الشخص أن يأخذ قرارا بالتغيير، أي أن يكون هناك مرونة في التغيير.
هناك أشخاص يعيدون المشاكل نفسها لأنهم لا يعرفون غيرها فهم تربّوا عليها، وبالتالي هم يعتقدون بأنها الطريقة الوحيدة فيكون تفكيرهم محدودا مما يجعلهم يعيدون نفس الأخطاء، وذلك نتيجة عدم التفكير بحلول أخرى وأيضا نتيجة التفكير «الأوتوماتيكي» الذي اعتادوا عليه.
هناك أشخاص يعيدون الخطأ نفسه لأنهم في اللاوعي الخاص بهم منذ صغرهم يكونون تابعين لسياسات معينة كما أنهم لا يعرفون أن يقرّروا عن أنفسهم، لذلك نراهم يسيرون وراء شخص معيّن ويعتبرونه المنقذ، وهم لا يستطيعون القيام بأي شيء من دونه.
وبالتالي هؤلاء من السهل أن يدخلوا مجدّدا بنفس المشاكل وأن يعيدوا نفس الأخطاء، ولكن الشخص الذي عايش الحرب وتأذّى منها، بعد أن أدرك مدى قساوتها قرّر أن في الحياة طرق أخرى، فمنهم من سافر لدول أخرى ومنهم من قرّر أن تكون حياته مختلفة ومنهم من يبحث على طرق جديدة للإبتعاد عن العادات السيئة والتخلّي عنها.
هو بات يعلم أنه يستحق ويستطيع أن يكون لديه مستقبل أفضل، فيعود له التركيز ويدرك أن هناك بديلا فيحكّم عقله ويؤمن بالتغيير وبأنه يستحق أن لا يدخل أو يدخل عائلته في الحروب وأن لا يعيد نفس الأخطاء.
طبعا، هذه المسألة تحتاج أحيانا الكثير من العمل على الذات، بالإضافة إلى ضرورة ترك العادات والعوامل السيئة واتخاذ القرار بعيش حياة أفضل».