بيان للهيئة الدائمة لتاريخ جبّة بشرّي بشأن وادي قاديشا.. اليكم التفاصيل

"-لمّا كان وادي قاديشا قد سُجّل على قائمة التراث العالمي للأونيسكو (قرار رقم ٨٥٠) عام ١٩٩٨.
-ولمّا كان هذا التسجيل يربط أي عمل في نطاق الوادي بموافقة مسبقة من الأونيسكو وموافقة من مديرية الآثار اللبنانية.
-ولمّا كان النطاق الجغرافي لهذا الوادي، استناداً لقرار الأونيسكو، يمتد من غابة أرز الرب في بشرّي حتّى ضواحي كوسبا في قضاء الكورة.
- ولمّا كانت عدّة مخالفات قد حصلت في الوادي لجهة شقّ طريق بعرض من ٨ إلى ١٠ أمتار وبطول ٢٥٠٠ متر تقريباً، وما رافق ذلك من تدمير جزء من درب الجبل اللبناني للمشاة ومن قطع واقتلاع مئات الأشجار المعمِّرة، ما يخالف أيضاً، إلى جانب مخالفته قرار الأونيسكو، ما ورد في المجمع اللبناني (القانون ٥١٩، عام ١٧٣٦) والمجمع البطريركي الماروني في بكركي عام ٢٠٠٦ (صفحة ٨٣٧) ويخالف كذلك تقاليد الرهبانية المارونية في الحفاظ على الطبيعة والبيئة والتراث.
- وبعد التحرّكات الميدانية والإعلامية التّى قام بها أعضاء وأصدقاء اللجنة الدائمة لتاريخ جبّة بشرّي وآخرون من النشطاء في جمعيات بيئية وتراثية ضدّ هذه الجريمة بحقّ الطبيعة والبيئة والتراث. الأمر الذي أدّى إلى وضع حدٍّ لاستمرار الجريمة وإلى إطلاق خطّة للترميم ولإعادة المكان إلى ما كان عليه.
- حصل اتّصال بين الأب د. جورج حبيقة، نائب رئيس الرهبانية المارونية، والدكتور عصام خليفة، وعلى أثره تمّ الإتّفاق على عقد اجتماع في مقر الرئاسة العامة للرهبانية المارونية في دير مار مطانيوس البادواني في غرير بتاريخ ٤ كانون الأول ٢٠٢٣.
حضر الإجتماع كلّ من:
- عن الرهبانية المارونية: الأباتي هادي محفوظ ونائب الرئيس الأب د. جورج حبيقة والمدبّر الأب طوني فخري ورئيس دير مار مطانيوس قزحيا الأب كميل كيروز والأب مخايل فنيانوس.
- عن اللجنة الدائمة لتاريخ جبّة بشرّي: الدكتور عصام خليفة والأستاذ سمير غصن.
- الخبير البيئي الدولي الدكتور جورج زوين، والناشط البيئي السيد بول أبي راشد.
أبدى الأب د. جورج حبيقة مع باقي الآباء والرهبان الحاضرين استنكارهم للجرائم البيئية، وأكّدوا على عدم وجود أيّ نية لشقّ طريق في المكان، لا سابقاً ولا مستقبلاً، وأعطوا كلمتهم في هذا السياق.
وبعد التداول، تمّ الإتفاق على النقاط التالية:
1. إقفال الطريق التّي تمّ شقّها إقفالاً تاماً وفورياً.
2. إعادة تأهيل طريق المشاة، التّي تمّ تخريبها، وفقاً لما كانت عليه.
3. القيام بحملة تشجير في كامل المنطقة التّي تمّ التخريب فيها.
4. الإقرار بأنّ جريمة بيئية وتراثية قد حصلت في المكان. وقد فسّر الآباء ذلك بأنّ من كُلِّفوا بعملية التشحيل قد قاموا بها، وقد اتّخذ مسؤولو الدير قراراً بوقف الجريمة فور تنبّههم لحصولها.
5. إلتزام الجميع بالإحترام التام للشروط الواردة في قرار الأونيسكو حول الوادي.
6. الإستعانة بخبير متخصّص من الأونيسكو، ليشرف، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار اللبنانية، على عملية الترميم وإعادة التشجير في مسرح الجريمة.
7. الضغط على البلديات المعنية لإيقاف تلوث مياه نهر قاديشا بمياه الصرف الصحي. كما وعد الدكتور جورج زوين بمحاولة حثّ الأونيسكو على تقديم المساعدات اللازمة لترميم الطاحونة التاريخية الموجودة قرب الدير والإستجابة للمطالب الإصلاحية من قبل الرهبانية.
إنّ الهيئة الدائمة لتاريخ جبّة بشرّي ستسعى مع كل أصدقاء البيئة والتراث في المجتمع اللبناني بأكمله وداخل الرهبانيات والكنيسة لأن تبقى الحارس الصلب والأمين الساهر على جغرافية الوطن وتراثه وتاريخه في مواجهة كل أنواع الأخطار التّي تهدد الوطن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا المعاصر".