سنا السبلاني
لم يتّهم "حزب الله" في بيانه الذي اعلن فيه استشهاد القيادي مصطفى بدر الدين، أي طرف بعملية الإغتيال، بل اكتفى بإعلان استشهاد الرجل وإصابة آخرين معه بجروح بالقرب من مطار دمشق الدولي. فيما بدا لافتا أن الحزب لم يوجه اصابع الإتهام إلى إسرائيل مباشرة كما فعل حينما استهدفت عبوة ناسفة سيارة عماد مغنية في دمشق في شباط من العام 2008 وجاء بيان حزب الله حينها حاسماً: "قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيداً على يد الإسرائيليين الصهاينة". فما القصة؟
لا معلومات متوفّرة حتى الآن حول طبيعة التفجير. فبحسب المحلل الاستراتيجي والباحث العسكري العميد الركن هشام جابر، عندما تكشف التحقيقات نوعية الإنفجار يمكن تحديد الجهة المسؤولة. وحزب الله غير مضطّر لإصدار الاتّهامات قبل التأكد منها، حتى وإن كان المستفيد الأول من هذا العمل هو العدو الاسرائيلي الذي له سوابق عدة باستهداف قياديين وعناصر من الحزب منذ تأسيسه.
الاحتلال لم يُخفِ ابتهاجه المتوقّع من العملية لكنّه أيضاً لم يتبنَّ تنفيذها، فالعملية ارهابية بالمعايير الدولية لأن الاغتيال يعتبر ارهاباً دولياً، على حد قول الخبير.
الحزب طرح ثلاث خيارات لنوعية التفجير (جوّي وصاروخي ومدفعي). وهنا يستبعد جابر، في اتّصال مع "الجديد"، أن يكون الانفجار ناجماً عن ضربة مدفعية ويعتبر الخيار غير محترف لأنه لم يحصل تبادل لإطلاق النار ولم تكن هناك معركة بل إن الانفجار حصل في مركز للحزب، كما أعلن الأخير في بيانه. فعلام يدلُّ الخياران المتبقّيان؟
نجاح العملية وقدرة المنفّذين على تحديد مكان وزمان تواجد بدرالدين هو أمر يدلّ على وجود خرق في الصفوف الداخلية لحزب الله، إلاّ أن اتّهام الحليف الروسي أو السوري هو أمر غير مرجّح لأن لا مصلحة لأي منهما بذلك، بحسب جابر. وهنا يمكن حصر المتّهمين باثنين؛ اذا كان الانفجار ناجماً عن صاروخ جو-أرض أو أرض-أرض فالمتهم الأول هو العدو الاسرائيلي ويمكن تنفيذ ذلك بسهولة من خارج الأراضي السورية. أمّا اذا كان المسبّب هو عبوة ناسفة، فالانفجار انتحاري ما يرجّح ضلوع الجماعات الإرهابية المتواجدة على الأراضي السورية. وهنا يلفت الخبير الى أن أجهزة استخبارات عدة قد تكون متورّطة وليس مستبعداً أن تكون عربية.
الجواب اليقين حول الجهة وطريقة التنفيذ لدى "حزب الله" والأمر سيعلن مع صباح يوم غد، والغد لناظره قريب.