كشف تقرير جديد أن الاستخبارات الأميركية والاستخبارات
البريطانية سرقتا مفاتيح تشفير شرائح الهاتف النقال التي صنّعتها شركة "جيمالتو" وحصلتا على عدد هائل من قاعدة بيانات الاتصالات وتبادل المعلومات لمليارات الهواتف المحمولة حول
العالم وبينها
لبنان ما سمح لهما بمراقبة المستخدمين للهواتف الخلوية.
واشار موقع "ذي إنترسيبت" في تقريره الى انه استند إلى وثيقة داخلية بريطانية تعود إلى عام 2010 سربها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن.
وذكر التقرير، بحسب ما نقلت صحيفة "الاخبار" أن وحدة مشتركة من وكالة الأمن القومي الأميركية ومركز الاتصالات الحكومية
البريطاني اخترقت شركة "جيمالتو" التي تنتج ملياري شريحة اتصال سنويا لـ 450 شركة اتصالات، من بينها (إيه تي آند تي) و(تي موبايل) و(تشينا موبايل) و(سوفت بانك).
وفي السياق كشفت معلومات
واسعة الاطلاع ان نسبة
عاليه من شرائح الهاتف الخلوي في لبنان تصنّعها شركة "جيمالتو"، التي تزود ايضاً مشروعي جواز السفر البيومتري ونظام إدارة الحدود الجاري العمل عليه بالشراكة مع شركة Inkript
اللبنانية.
الى ذلك أكد
المدير العام لشركة Alfa التي تديرها شركة "أوراسكوم" للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة
المصرية في مروان حايك ان "أوراسكوم" لا تتعامل مع "جيمالتو".
وكشف حايك ان شرائح (سيم) التي تستخدمها شركة Alfa منذ عام 2010 تصنعها شركة Oberthur
الفرنسية. علما ان Alfa تعاقدت في فترة سابقة مع شركة Inkript اللبنانية لتزويدها الشرائح، لكن الغي
العقد بعد فترة لعدم حصول الشركة على معايير الجودة المطلوبة.
من جهته قال المدير العام لهيئة اوجيرو عبد المنعم يوسف إن جميع شرائح البطاقات المستخدمة في كابينات الهاتف الثابتة من تصنيع شركة "جيمالتو"، ولقد اشترتها اوجيرو عن طريق شركة Inkript اللبنانية. ولفت يوسف الى ان ردود الفعل على تسريبات سنودن عن "جيمالتو" قد بدات تظهر للعيان حيث تراجعت اسهمها في بورصة فرنسا بنسبة 9 في المئة.
اما المدير العامّ لمجموعة "زين" في لبنان وسيم منصور فلفت الى ان الشركة الام لديها اكثر من ٥٠ مليون
مشترك في مختلف انحاء العالم، وانه ارسل الى الفريق التقني في الشركة نسخة عن التقرير عن خرق "جيمالتو" لاجراء تقويم علمي حول طبيعة الخرق، وما اذا كان قد طاول شرائح تستخدمها الشركة، مع تأكيده أن شبكة الهاتف الخلوي في لبنان، التي تديرها مجموعة زين، ليست مخترقة.
وتشير الوثائق الى ان مفاتيح التشفير مكّنت الوكالتين الأميركية والبريطانية من اختراق الاتصالات دون طلب إذن قضائي، أو التعاون مع البلاد التي تُجرى فيها الاتصالات أو مع الشركات المشغلة للشرائح، كما أنها مكّنتهما من فك تشفير اتصالات مشفرة سابقة جرى اعتراضها وفشلت جهودهم في الوصول إلى محتواها قبل الحصول على تلك المفاتيح.
وتتعامل "جيمالتو" مع 450 مشغلا للاتصالات، في نحو 190 دولة حول العالم فيما يقدر إنتاجها من شرائح الاتصالات سنوياً بنحو 2 مليار شريحة. وكذلك تشمل خدمات الشركة انتاج بطاقات الائتمان وغيرها من ادوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تحتاج الى تقنية تشفير وحماية عالية، وشعار الشركة هو "الامان مجاناً".