طار نصاب جلسة المجلس البلدي لمدينة طرابلس الاخيرة بسبب الخلافات حول تمويل مهرجانين سياحيين يُنظّمان في المدينة في أيلول المقبل، وفق ما اشارت اليه صحيفة "الاخبار" التي لفتت الى ان النقاش شهد حماوة لافتة عندما طُرح على المجلس من خارج جدول الأعمال، بند دعم وتمويل مهرجانين تنظمهما "جمعية طرابلس السياحية" و"جمعية طرابلس الحياة" بـ100 مليون ليرة لكل منهما، الأمر الذي جوبه باعتراض أكثرية الأعضاء.
وتجدر الاشارة الى ان جمعية "طرابلس السياحية" اعتادت تنظيم مهرجان سنوي قبل أن يتوقف في الأعوام الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية، وأيضاً بسبب تجاذبات بين البلدية وقوى سياسية.
وكانت زوجة الوزير المستقيل اشرف ريفي، رئيسة جمعية طرابلس الحياة| سليمى أديب،اعلنت تنظيم "مهرجانات طرابلس 2016"، وذلك في مؤتمر صحافي مع وزير السياحة ميشال فرعون قبل يومين.
وفي هذا الاطار اشار احد اعضاء المجلس البلدي الى ان "التنافس الفني" أدّى إلى وقوع البلدية في إحراج، إذ إن المهرجان الأول اعتاد الحصول على تمويل بلدي، فيما المهرجان الثاني، المستجدّ، تنظّمه زوجة ريفي، "عرّاب" بلدية طرابلس، وبحسب أعضاء في المجلس، "بتنا أمام خيارات غير سهلة: دعم إحدى الجمعيتين سيتسبب في مشاكل، وعدم دعمهما يحرم المدينة من نشاط سياحي تحتاج إليه، أما دعمهما معاً ففيه تفريط بأموال المكلفين على حساب مشاريع تنموية، المدينة في حاجة ماسّة إليها".
وأشار أعضاء في المجلس الى أن "هناك رأياً بأن تتولى البلدية تنظيم مهرجان سياحي تستفيد من عائداته في تنفيذ المشاريع، بدلاً من أن ترعى مهرجانات أخرى وتدعمها".
وفيما نفت المصادر أن يكون ريفي، الداعم الأساسي للائحة التي فازت بثلثي أعضاء البلدية في الانتخابات الأخيرة، قد مارس أي ضغوط لدعم المهرجان الذي تنظمه زوجته، نُقل عن زوجته قولها إنه "في كل منطقة لبنانية، فإن زوجة الزعيم فيها هي من ترعى المهرجانات السياحية. وبما أن زوجي هو زعيم طرابلس، فمن الطبيعي أن أرعى مهرجانات المدينة".
وكانت أديب قد أعلنت أن جمعيتها التي نالت ترخيصاً قبل نحو سنة، ستنظم ثلاث حفلات في 12 و14 و16 أيلول في معرض رشيد كرامي الدولي، يحييها الفنانون راغب علامة وعاصي الحلاني وكاظم الساهر. وأثار إعلانها انتقادات عدة، رأت أن "طرابلس التي تعاني من الفقر والإهمال بحاجة إلى مشاريع وليس مهرجانات"، خصوصاً أن أسعار البطاقات للحفلات الثلاث تتراوح بين 150 و200 دولار.
وأكدت مصادر ريفي أن وراء الحملة التحالف السياسي الذي خسر في الانتخابات البلدية الأخيرة، في محاولة لمنعه من تعزيز وضعيته السياسية قبل أقل من سنة من موعد الانتخابات النيابية.