مقدمة النشرة المسائية 10-07-2015
طريقُ القدس تَمُرُّ بالقلمون أزْمةُ عون تَمُرُّ بالنقاش معَ تيارِ المستقبل وطريقُ بنشعي تتمايزُ عن مواقفِ الرابية مواقفُ حطّت رِحالَها من سيدِ الشهداءِ في الضاحية إلى سيدِ المردة في زغرتا وفي المحطتينِ رُؤىً واضحةٌ لليومِ البُرتقاليِّ بالأمسِ في لبنان وللأيامِ السودِ على مستوى كلِّ المِنطقةِ والتي نَسِيت طريقَ القدس ولم يعد مليارٌ ونِصفُ مِليارِ مسلمٍ يُشكّلونَ أيَّ تهديدٍ لإسرائيل ففي يومِ الجُمُعةِ الأخيرِ من شهرِ رمضانَ المُهدَى للقدس رَسَمَ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله طريقَ المدينةِ المحتلة التي كانت سابقاً زَحفاً زحفاً نحوَ القدس وأصبحتِ اليومَ حرباً حَرباً في سوريا نحوَ فِلَسطين الدولةِ التي تَرَكَها العربُ والمسلمون هذا التخلّي الملياريُّ دَفَعَ إلى رخاءِ الكِيانِ الإسرائيليِّ الذي خَلَصَ إلى نتيجةٍ في مؤتمرِ هرتزليا أنّ هناك تحسّناً في البيئةِ الإستراتيجيةِ لإسرائيل فلا جيوشُ الأنظمةِ العربية ولا سلاحُها وطائراتُها تشكّلُ أيَّ تهديدٍ لكِيانٍ صغيرٍ محتل فإذن هم يعيشونَ بأعصابٍ مرتاحة ويصفّقونَ لِما يجري في سوريا واليمن وما يُعَدُّ مِن حربٍ طائفيةٍ في الجزائر لا بل ويُقنعونَ الأنظمةَ العربيةَ بإقامةِ تحالفٍ ضِدَّ الإرهاب وأعلن نصرالله أنه لن نستطيعَ أن نكونَ معَ فِلَسطينَ إلا إذا كُنا معَ إيرانَ لأنّها الأملُ الوحيدُ المتبقّي لاستعادةِ الأرضِ المحتلة سورياً جدّد نصرالله الدعوةَ إلى حلٍّ سياسيٍّ بعد أن نضعَ المقاتلينَ الأجانبَ جانباً ونصحَ بألا يستمرَّ البعضُ في عدِّ الأيامِ والشهورِ والسنينَ لسقوطِ النظامِ الذي قال إنّه إستعادَ زِمامَ المبادرةِ عسكريا معلناً أنّ الحزبَ معَ سوريا منذ البدايةِ وسيَبقى معها وعندما نقاتلُ فإننا نقاتلُ تحتَ الشمس وأنّ كلَّ شهيدٍ يسقطُ نشيّعُه وهو شهيدٌ مِن أجلِ سوريا ولبنانَ وفِلَسطين وفي تقديرٍ بالغِ التنويهِ لدولةِ الكويت بعد ما أصابَها مِن إرهاب خصَّ نصرالله هذه الدولةَ المتضامنةَ أميراً وحكومةً وأمةً ووسائلَ إعلامٍ وأناساً قدّموا نموذجاً رائعاً في التلاقي والتساوي والتضافرِ مِن رأسِ الهرَمِ إلى القُوى السياسيةِ والطوائف متمنياً تعميمَ هذا المشهدِ الإنسانيِّ والأخلاقيِّ على سائرِ الدول فما فعله أميرُ الكويت والكويتيون أنّهم ربِحوا بلدَهم وحوّلوا التهديدَ إلى فرصة لبنان أمامَ هذا المشهدِ المحيطِ به سيكونُ آخرَ الكلام وأكثرَه اختصاراً وحصيلتُه حزبُ الله وعون حِلفٌ لا تفرّقُه الشدائد.. لكنّ نصرالله لم يجدْ مصلحةً في نزولِ الحزبِ إلى الشارع معَ التيارِ حتى لا تضيعَ مطالبُ العونيين ويصبحَ عنوانُ التظاهرات نووي فيينا والحربُ في سوريا والمحكمةُ الدّوليةُ والمؤتمرُ التأسيسي عزوفُ الحزبِ عن الشارع له مبرّراتُه.. لكنّ غيابَ الأخضرِ عنِ البُرتقاليّ أسبابُه عدمُ التشاورِ مسبَّقاً وهذا ما أوضحَه زعيمُ المردة سليمان فرنجية الذي أدلى بمواقفَ اليومَ مِن رُتبة جنرال هو الذي خالفَ حلفاءَه قبلَ عامين ولم يُعطِ حكومةَ تمام سلام ثقتَه بعدَ تَبيانِ أزرقِه السياسيّ كان اليومَ يمنحُه الصلاحيات ويتمايزُ عن حليفِه عون في الشارع يقفُ خلفَه في المطالب ويختلفُ معه في التنفيذ يؤيّدُ جنرالَه بشكلٍ شامل ولا يَصرِفُ التأييدَ إلا بالتشاور الانقسامُ لن يقعَ بينَ الطرفين لكنّ القِسمةَ جغرافياً ممنوعة والفيدراليةَ طرحٌ خطِرٌ قدّم اللبنانيون حِيالَه دماً هنا مفترقُ طرق والفيدراليةُ قد تؤدي إلى خَسارةِ المسيحيين كلَّ مواقعِهم من رئاسةِ الجمهورية إلى حاكميةِ مَصرِفِ لبنان وقيادةِ الجيش فإذا كانت هذه لغةَ المسيحيين فأيُّ لغةٍ تقسيمةٍ ستتتركُ للفريقِ الآخر.