تلمّست سوريا أولَ الحضورِ العربيّ بنُسخةٍ اقتصادية مالية في القِمّةِ العربيّة التي بدأت اجتماعاتِها التحضيريّة في جدة/ وجاءت افتتاحياتُ الترحيب بالضيفِ السوريّ من الدولةِ المضيفة حيثُ عبَّرَ وزيرُ المال السعوديّ مُحمد الجدعان عن تطلعاتِ المملكة إلى العملِ المشترك بما يخدمُ مصلحةَ الشعوب// وتصدّر المشهدْ وزيرُ الاقتصاد والتجارة السوريّ مُحمد الخليل الذي كان يتلقى التهنئات من زملائِهِ العرب بمقاديرْ كادت تعوّضُ غيابَ الإثنَيْ عَشَرَ عاماً عن الجامعةِ العربية/./ أمّا التهنئة على الضفةِ التركيّة، فقد رُحّلت الى الجولةِ الثانية من الانتخابات، بعد أن بلَغَ
رجب طيب أردوغان نصفَ رئاسة ويستكمِلُ نواقصَها في الاعادة التي يبارزُ فيها خصمَهُ القويّ كمال كيليجدار أوغلو/ ولعنةُ آل أغلو حلّت على الطيّب أردوغان منذُ صراعِهِ الأوّل مع وزيرِ خارجيتِهِ لكنّها اليوم أصبحت معركةَ إقصاء أو تهديدِ وجود، لأنّ الخصمَ دقَّ أبوابَ القصر وبلغَ حاصلاً يضعُهُ أيضاً على نصفِ الزعامة/
وأيّاً تكن نتائجُ تركيا، فإنّها على الأقل خاضت معركةً ديمقراطية وفتحت صناديقَ اقتراعِها رئاسياً ونيابياً وبنسبةِ مشاركةٍ عالية// وهذا المشهدُ عصيٌ على لبنان, الذي يحتفلُ بذكرى سنويتِهِ الأولى على انتخاباتٍ نيابيّة لم تغيِّر في الواقعِ شيئاً.. ويعجزُ نوابُ الاُمة عن انتخابِ رئيسٍ للجمهورية على الرغمِ من دخولِ الفراغ شهَرهُ السابع/ وبتأخيرٍ دامَ أشهراً، تُعقَد الاجتماعاتُ السريّة للمُعارضَة بهدفِ التوصّلِ إلى إسمٍ توافقيّ من بينِ مجموعةِ شخصياتٍ يتصدرُها جهاد أزعور/ لكنَّ نقاطْ الالتقاء ستَبحَثُ في مدى قدرةِ المُعارضَة على بلوغِ حاصلِ الإنتخاب وهو الامرُ المتعثِّر حتى الساعة// ولكنَّ الخطوةَ المُتقدمة هي في قرارِ قُوى المعارضَة والمستقلين على الدفعِ قدُماً بالبحثِ عن اسمٍ ينافسُ سليمان فرنجية, وهذهِ الخطوة لم تكن لتأخذَ اندفاعتَها لو لم يُهدِّد السفيرُ السعوديّ
وليد البخاري بمهلة، وبانتخابٍ سريع مع فرضِ منعِ التعطيل تحتَ طائلةِ المسؤولية/ واليوم قالَ البخاري بعد لقائِهِ وزير الخارجية
عبد الله بوحبيب: نتشاركُ الرغبةَ نفسَها مع المجتمعِ الدوليّ في رؤيةِ انجازِ الاستحقاقِ الرئاسيّ في أسرعِ وقتٍ ممكن// والسرعةُ المتأخرة سبعةَ أشهر ستنتظرُ بدورِها آراءَ القُوى السياسيّة وبينَها التيار الوطني الحر ورئيس
الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط/ وتقولُ معلوماتُ الجديد أن لا صحّة على الاطلاقِ للانباء التي تحدثت عن لقاءٍ يَجمَعُ غداً رئيس التيار جبران باسيل بمسؤولِ وِحدةِ الارتباط والتنسيق في حزبِ الله وفيق صفا في ميرنا الشالوحي، لأنَّ مثل هكذا اجتماع يتطلبُ تحقيقَ شرطٍ لباسيل بانتقالِ الحزب الى
" الخطة باء " وهو امر غير وارد لكون الحزب يتمسك بالخطة الف وبترشيح سليمان فرنجية .. اما باقي التحليلات والتنجيم الاعلامي والبناء عليه فما هو الا فراغات تضاف الى الفراغ الرئاسي .
وبتعبئة الفراغ مالياً واقتصادياً، تتجّهُ الانظار الى باريس وقرار القاضية الفرنسية اود بوريزي المتخذ مسبقا بحق حاكم
مصرف لبنان رياض سلامة
ومما هو مؤكد ان الحاكم لن يمثل لكونه يخضع لتحقيقات مماثلة في بيروت وعلى زمن واحد .
وبناء على طلب بوريزي فقد ارسل قاضي التحقيق الاول شربل ابو سمرا الضابطة العدلية لإبلاغ سلامه في مصرف لبنان في ثلاث زيارات متتالية دون أن تنجح في العثور عليه/ علما ان التبليغ كان في المركزي جاء بناء لطلب القاضية الفرنسية في الاستنابة المرسلة الى لبنان .
ادى ابو سمرا دورَه الوسيط سواء في التحقيقات او عمليات التبليغ لكن اودبوزي استعجلت التحقيق والحكمَ في آن ولم تترك للقضاء اللبناني وللقاضي ابو سمرا فسحةً لاستكمال الاجراءات اللبنانية المفتوحة على كل الاحتمالات .