توغلتْ إسرائيل.. ولكنْ في عُمق الدمِ الفلسطيني/ وحققتْ أهدافَها المدنيةَ بدقة/ فانْتَمت جباليا للمجزرة/./ ستُّ قنابلَ بستةِ اطنانٍ من المتفجرات/ ألقاها جيشُ الاحتلال على مُربعٍ سكني سَوّاهُ بالارض/ فامتزجتِ الاجسادُ بالترابِ وخُسِفت منازلُ معَ عائلاتِها الى تحت الرُّكام// اسْتدعت اسرائيلُ عزرائيلَ الى جباليا فقَبضَ على أرواح أكثرَ من أربعِمِئة شهيدٍ بين طِفلٍ وأم/ ومنهم من استُشهِد داخلَ ارحامِ الامهات/ أما المصابون فوَثَّقتهُمُ الصورةُ بجراحِهِمُ البليغةِ وقد امتلأت بهِم ممراتُ المستشفى الإندونيسي/ ومعهم وَثَّقتِ الطواقمَ الطِّبيةَ وهم يُسعفونَ الجرحى على الأرض بما تبقَّى لهم من إمكانات/./ هولُ مذبحةِ جباليا أيقظَ رُعبَ المعمداني/ وبالجريمتينِ خَتمتْ إسرائيلُ مِلفَّ التحقيق ووقَّعتْ على المَحضر/ بقولِ وزيرِ أمنِها إيتمار بن غفير: نحن لا نتعاملُ بالإنسانية// وبدماءٍ على جَبينِ الاُمم كان الامينُ العامُّ لارفعِ منظمةٍ دولية انطونيو غوتيرش يُدلي بشَهادةِ حقٍّ ويعلنُ ان ثُلُثَيِ الضحايا في جباليا هم من الاطفال والنساء، وهذا مُفزِع// إلى مذبحة جباليا انضمتِ النُّصيراتْ بمئةِ شهيدٍ بقصفٍ إسرائيلي ومعها مخيمُ الشاطىء/ ليظهرَ إعلانُ جيش العدو انطلاقَ المرحلةِ الثالثة.. على أجسادِ المدنيين/ بعد أن أصيب بحُمَّى الخَسارةِ عند أقدام القطاع شمالاً وجنوباً/ وأمام تصدي المقاومين لجنوده وهم يَنصِبُونَ له الكمائنَ ويَخرُجون له من الآبارِ والأنفاق/ يُطلقونَ القنابلَ والرصاصَ والقذائفَ الصاروخية ويكبِّدونَه الخسائر/ ويَرُدُّونَه إلى أعقابه/ ويعودون إلى قواعدِهم سالمين وبإطلالتِه الليلةَ كَشف أبو عبيدة الناطقُ العسكري باسم كتائب القسام عن إدخالِ عُبواتٍ تُستخدم للمرة الأولى في المعركة ومن المَسافةِ صفر ضد البدبابات/ كما كَشف عن استخدامِ طوربيد "العاصف" الموجَّه ضد الأهدافِ البحرية وللمرةِ الأولى أيضاً في المعركة/ ولا يزالُ الكثيرُ في جُعبة المقاومة/ وبشَّرَ نتنياهو وأركانَ حربِه بأنهم سيَجْثَوْنَ في نهاية المعركة على الرُّكَب/ وإذ نفى أبو عبيدة روايةَ العدو بشأن تحريرِ إحدى أسيراته/قال أبلَغْنا الوسطاءَ بأننا سنُفرِجُ عن عددٍ من الأجانب خلال الأيام القادمة انسجاماً معَ رغبتِنا في عدمِ الاحتفاظِ بهم /./ ووسَطَ التخبطِ الإسرائيلي في المَيدان والتصدعِ في بُنيانِ الاحتلال السياسي/ يَشرَبُ بنيامين نتنياهو وجنرالاتُ حربِه أنخابَ الدمِ من أجساد أطفال غزة لتسجيلِ صورةٍ لنصرٍ وهميٍّ عند حدود القطاع/ حيث ما عاد الاجتياحُ البري لُغْزَ إسرائيلَ الكبير/ بل أصبح وَهْماً إضافياً في معركةِ القضاء على حركة حماس/./ حاصرتْ غزةُ حصارَها لسنواتٍ لكنها اليومَ وصلت إلى الرَّمَقِ الأخير/ بقطعِ إمداداتِ الحياة عنها/ ومَن لم يمُتْ من أطفالِها قتلاً يموتُ عطَشاً/ فطالبَ الفريقُ الطِّبيُّ النرويجي في القطاع إسرائيلَ بوقفِ القتل وإنتاجِ الموت/ وبفتحِ مَعبرِ رفح / وذهبَ إلى مقامٍ لم يَصِلْهُ أيُّ زعيمٍ عربي/ فطالب الدولَ العربية بقطع الغاز والنِّفط عن الولايات المتحدة/ وقال: ربما هذا سيوقفُ القصفَ فوراً/ واتهم القواتِ العسكريةَ الإسرائيليةَ بارتكاب جرائمِ حرب/ واحتجاجاً على تعاطي هيئاتٍ أمميةٍ مع الوضع في غزة قَدم مديرُ مكتبِ المفوضيةِ السامِيَة لحقوق الإنسان بنيويورك استقالتَه/./ خمسةٌ وعشرون يوماً وآلةُ الحربِ الإسرائيليةُ تفتِكُ بغزة/ بترخيصٍ وعقلٍ مدبِّرٍ أميركي/ قِوامُهُ وقفُ إطلاقِ النار في هذه المرحلةِ خطوةٌ ليست بالمسار الصحيح بحسَبِ ما أعلن المتحدثُ باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي/ وعلى الوتَرِ نفسِه/ عزف وزيرُ الخارجية الأميركي انتوني بلينكن قائلاً إن وقفَ إطلاق النار في غزة سيَمنحُ حركةَ حماس فرصةً لتَكرارِ الهَجَماتِ على إسرائيل/ وخلال جلسةٍ في الكونغرس لطلبِ مساعداتٍ لإسرائيل جاء الجوابُ لوزيرِ الخارجية الأميركية من مواطنين أميركيين رَفعوا بوجهه الاصابعَ الحمر/ وصَرَخوا: عارٌ عليكُم/./ وبموازاة خطِّ النارِ المفتوح على جبَهاتٍ رديفةٍ وقوةِ إسنادِ المقاومةِ الفلسطينية من مسيَّراتِ اليمن مروراً بصواريخِ العراق وصولاً إلى لبنان/ فإن جبهةَ الجنوب وإنْ تمددتْ مِساحاتُ الاشتباكِ والقصف إلا أن قواعدَها لا تزال ضِمن الحدود المرسَّمةِ لها/ وعلى رمالِها المتحركة/ توجهتِ الفيالقُ النيابية/ إلى ساحة النجمة لمناقشة خُطةِ طوارىءَ قدمتها الحكومةُ في حال توسعت رقعةُ الحرب/ فوقَعَتِ الخطةُ في كمينٍ بين نارَيْن: مَنْ يريدُ الرئاسةَ والحكومةَ أولاً/ ومَنْ يسابقُ الوقتَ قبل أن نقعَ في المحظور/./