في عملية إنزال محفوفة بالمخاطر/ وعبور غير آمن لحقول الألغام/ يصل العام الجديد محملاً بإرث ثقيل من أزمات وكوارث وحروب السلف/./ وعلى أرضٍ رمالُها متحركة / وأفقها طيورٌ سود/ وبحرها ميناء للأساطيل/ تجري عملية التسليم والتسلم/ وترتيبِ الأولويات/./ والعام الذي يحزم ساعاته القليلة استعداداً للرحيل/ لم يقلب آخر صفحاته/ بل تركها مفتوحة على ربيع أزهر في الخريف/ واستخرج له بطاقة هوية باسم طوفان وبشهادة ميلاد مجبولة بتراب فلسطين/ وكان الحدَّ الفاصل بين نكبة طالت خمسة وسبعين عاماً وبين سابع من أكتوبر حيث بدأت الخارطة والكلمات/./ على مشارف وداع عام واستقبال آخر يعز علينا أن نفرح/ والقلب ينزف من وريدين/ لكننا ونحن القابضون على الجمر/ جعلنا من موتنا أنشودة للحياة/ ومن أحزاننا رسمنا شكلاً للوطن/ وعلى جسر قهرنا الموغل في أعمارنا / عبرنا المستحيل/ ووصلنا إلى الممكن/ فيا دامع العينين/ ويا دامي الكفين إن الليل زائل/ لك العيدُ والغدُ/ ولك الفجرُ الجديد مهما شرّدتك الرياح/./ وليلنا الجميل / المتمم للنهار الصاخب/ لا يزال في بداياته/ وفي عشرية "خللي عينك ع الجديد"/ ثبُت الأصل وانكشف التقليد بنسخه المزورة/ فالتم شمل لبنان على شاشة/ من سهله وجبله/ وشماله وبقاعه فجنوبه/ / وكان جمهور الجديد هو العيد/