نقلت إسرائيل المعركة إلى خارج الحدود/ ضربت فيلق القدس باستهداف رضي الموسوي في سوريا/ واغتالت أحد الرؤوس المدبرة لطوفان الأقصى صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت/ مستخدمة أثقل أسلحتها من نوع "جبان"/ للتعمية على خسائرها في غزة/ ولتصدير فشلها إلى خارج القطاع/ وجعلت من هزيمتها رافعة لواقعها السياسي المأزوم/ وبالمراسيل الجوالة المحمولة على زيارات مكوكية يقوم بها الموفدون إلى تل أبيب/ تبعث بالتهديدات للبنان في معرض التوسل لعدم توسيع الحرب/ وعليه، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة شرق أوسطية تقوده إلى تل أبيب للمرة الخامسة منذ السابع من أكتوبر/ مسبوقا بزيارة آموس هوكستين/ المبعوث الأميركي ومستشار الرئيس جو بايدن/./ أدى جندي الاحتياط هوكستين التحية العسكرية لقائده الأعلى يوآف غالانت/ قبل أن يحمله وزير الحرب الإسرائيلي رسالة مفادها أن فرص تخفيف التوتر دبلوماسيا مع لبنان ضئيلة/ فهل فاتح الوسيط الأميركي الجانب الإسرائيلي بتنفيذ مندرجات القرار 1701 والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة؟/ وأنه داس القرار الأممي على متن مسيرة ضربت عمق السيادة اللبنانية؟// سيأتي هوكستين إلى بيروت لكنه لن يجد آذانا صاغية للتهديد والتهويل/ والجواب على الرسالة الإسرائيلية وصله ببريد حزب الله العاجل/ وبتحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس/ من أنه في حال شن العدو حربا على لبنان سيكون قتالنا بلا سقوف وحدود وقواعد وضوابط/ ومن يفكر في الحرب معنا سيندم.. فالحرب معنا مكلفة جدا جدا/ وفي حال شن الحرب علينا فإن مقتضى المصالح الوطنية يفرض علينا الذهاب بالحرب إلى الأخير/ ونقطة عند آخر السطر/./ وعلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان/ فعل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلاح الإشارة/ وأجرى اتصالا بوزيرة الخارجية الفرنسية لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان ومنع إسرائيل من تأزيم الوضع/ وطالب لبنان برفع الصوت في الأمم المتحدة رفضا للانتهاكات الإسرائيلية للخط الأزرق وللقرار 1701/./ سيقرأ لبنان مزاميره على من بيده القرار بوقف إطلاق النار/ مع استمرار التفويض الأميركي بمواصلة إسرائيل حرب الإبادة على غزة/ وتأمين مستلزماتها من أموال وعتاد/ وتأمين الغطاء لجرائمها وتأمين دخولها الآمن للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة/ بتصفية قيادات المقاومة واغتيالها/ وهو ما ثبت بتعليق جون كيربي/ منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض على اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري/ بقوله إن العاروري كان مصنفا إرهابيا ولا ينبغي لأحد أن يبكي على رحيله// لكن بيروت وفي تشييع العاروري اليوم/ استعادت سبعينيات وثمانينيات الزمن الفائت/ واسترجعت زمن وداع الكبار من الذين اغتالتهم إسرائيل في لبنان وسار الآلاف خلف النعش من ممر الشهداء إلى مقبرة شهداء فلسطين/.