تحوَّلَ مجلسُ النواب من قاعةِ تشريعٍ إلى حَلْبة ملاكَمة/ سَقطت فيها الانتخاباتُ بضربةٍ قاضية/ كان فيها تطييرُ النصاب الحَكمَ على معركةٍ انقسمَ فيها النوابُ إلى مِحورين/ وكلُّ فريقٍ يرمي بكُرة التعطيل وإساءةِ استخدامِ السلطة في ملعب الآخَر/ أما الهدفُ فقد هّزَّ شبَكَ القيامِ بواجبِ التشريع والهروبِ الممنهجِ إلى الأمام من الاستحقاقَ الانتخابيّ البرلمانيّ// رَفع رئيسُ
مجلس النواب نبيه بري الجلسةَ إلى أجَلٍ غيرِ مُسمّى/ في وقتٍ اتَّجهت فيه الأنظارُ إلى لقاءِ "كسرِ الجليد" بين القصرَيْن/ مصادرُ مقربةٌ من رئيسِ الحكومة نواف سلام وَصفتِ اللقاءَ مع رئيسِ الجمهورية جوزاف عون بالهادئ/ وإنْ بقيَ كلٌّ منهما على موقفِه من تداعياتِ " صخرةِ الروشة"/ فرئيسُ الجمهورية كرر استخدامَ الخطِّ الأحمر بالنسبة للجيشِ والأجهزةِ الأمنية/ في حين تمسَّكَ سلام بموقفِه الداعي إلى إحالة كلِّ مَن خالفَ القانون وشروطَ الترخيصِ على
القضاء المختص/ وتطبيقُ القانونِ بالتساوي كفيلٌ بمنع الفتنة// وليس غريباً على سلام القادم إلى السرايا على إرثٍ قضائي من أرفعِ مَحاكِمِه الدولية أن يُمسِكَ بالقانون مرجِعاً يَعلو ولا يُعلى عليه في المحاسبةِ وفي تحقيقِ المساواةِ والعدالة / ولأنَّ سلام القاضي أتى رئيساً للحكومة من خارج البِطانةِ السياسيةِ المتوارَثة التي أَوصَلَتِ البلادَ إلى ما وصلت إليه/ فقد شكَّلَ علامةً فارقة في التعاطي السياسي من منطلقٍ قانوني ودستوري / وليس من باب الكيدية / وهو يَنظرُ إلى الأمور نظرةَ قاضٍ يقارِبُ السياسةَ بمِنظار القانون الذي يَسري على الجميع/ بعيداً من المحسوبياتِ والاستثناءاتِ على قاعدةِ أنَّ كلَّ مَن يخطىءُ يحاسَبُ مهما كان انتماؤه أو موقعُه// ومعَ اقترابِ مُهلة الشهر موعِدِ عرضِ التقرير الاول لقيادة الجيش على مجلسِ الوزراء فيما يخصُّ تطبيقَ خُطةِ حصر السلاح/ لم يتمَّ حتى اللحظةِ تحديدُ موعِدٍ لجلسةٍ حكومية/ وفي الوقت الضائع قام قائدُ الجيش بزيارة تفقدية للِواءِ المُشاة السادس في مدينة بعلبك/ ومن هناك قال إن قيادةَ الجيش ملتزمةٌ قُدسيةَ مَهمتِها/ وحريصةٌ على المصلحةِ الوطنية وأمنِ جميع اللبنانيين/ وإنَّ الجيشَ مستمرٌّ في تحمُّل مسؤولياتِه/ في ظِل المرحلةِ الاستثنائية الراهنة/ وسَطَ ما تمرُّ به البلادُ من ظروف/ ولا سيما الاعتداءاتِ المستمرة من جانب
العدو الإسرائيلي/ والتحدياتِ الأمنيةِ الكبيرة// وفي نظرةٍ أوسعَ للتحدياتِ الأمنيةِ الكبيرة تحت عنوان خُطة الواحد والعشرين بنداً لوقف الحرب في غزة فقد أعلنت حماس استلامَها أوراقَ المقترح وتعكِفُ على دراسته معَ بقيةِ الفصائلِ الفلسطينية/ ونقلت رويترز عن مصدر في الحركة قولَه إن خُطةَ الرئيسِ
الاميركي دونالد ترامب منحازةٌ تماما لإسرائيل وتَفرِضُ شروطا تعجيزية/ في حين أعلنت قطر أنَّ خُطةَ ترامب تحققُ هدفاً رئيسياً بإنهاء الحرب وهناك قضايا فيها تحتاجُ لتوضيحٍ وتفاوض/ وفي آخِر تصريحٍ له أمهلَ ترامب حماس ما بين ثلاثة وأربعةِ أيامٍ للردّ على الخطة / وإذا رَفضت الاتفاقَ فستفعلُ
إسرائيل ما يجبُ عليها فِعلُه/ ولم يَفُتِ الرئيسَ الأميركي التذكيرُ بأنه يَستحِقُّ جائزةَ نوبل للسلام وبأنَّ عدمَ حصولِه على نوبل سيكون إهانةً كبيرة للولايات المتحدة// وعلى السلام.. السلام.