وضاعَ السياسيون يا ولدي .. فرضياتٌ وترجيحاتٌ معَ "إذ" معطوفة على ال " لو " و " إذ إنما " .. ماذا لو رشّح جعجع عون .. أين سيقعُ سليمان فرنجية ؟ بأيِّ طريقةٍ سيعطلُ رئيسُ مجلسِ النوابِ الجلسة ؟ ما الدورُ الذي سيُمَثِّلُه تيارُ
المستقبل ؟ وهل يَبقى زعيمُ المردة مرشّحاً منافساً لزعيمِ المسيحيينَ الأول؟ مئةُ ألفِ سؤالٍ على مَشروعِ رئيسِ واحد .. لكنَّ القارئينَ في العقلِ السياسيِّ يفترضونَ الأسوأ .. ويَستطلعونَ أنّ كلَّ هذا الدورانِ لا يُنتجُ إلا اللّف .. وأنّ عمليةَ استخراجِ رئيسٍ في المدى المنظورِ غيرُ منظورةٍ بالعينِ الرئاسيةِ المجرّدة ..ودونَها شروط فالرئيسُ
سعد الحريري الذي التقى فرنجية مَرّةً جديدةً يفاوضُ مرشّحَه غيرَ المعلنِ على سلةِ شروطٍ أهمُّها أن يستمرَّ الماردُ في المبادرةِ إذا ما رشّحَ جعجع عون وألا يتنازلَ إذا ما رأى نيوبَ الليثِ بارزةً .. ويُبقيَ على خوضِه المعركةَ الفُرصةَ مِن دونِ أن يسيرَ خلفَ الجنرال وينسحبَ لمصلحتِه كما كانَ يَعِدُ دائماً عندئذٍ يُلغي قائدُ
القوات مناوراتِه بالذخيرةِ العونيةِ الحيّة .. وسيُحجمُ عن مغامرتِه بترشيحِ خصمِه السياسيّ .. حليفِ الورقةِ الظرفيةِ الكَنعانيةِ الرياشية .. وعدوِ الأمسِ الصّفة الأقرب إلى الواقعِ المَسيحيِّ المسيحي وسنعودُ لنرى
سمير جعجع مرشّحاً للمرةِ المئةِ بعدَ الرابعةِ والثلاثينَ في مجلسِ النواب مِن دونِ أن يَحظى بفرصةِ النِّصاب..
هي حفَلات نصب ترشيحاً وتهديدُ ترشيح .. تَصويتاً وتعطيلاً وغياباً عنِ الجلَسات .. وإذا كانتِ المبارزةُ بالمناوراتِ مداورةً مِن
الحريري إلى جعحع فإنّ كلَّ مَن يَحفظُ سليمان فرنجية عن ظهرِ وفاءٍ سيُدركُ أنّه مارونيّ نَعم .. تفتّحت عيناهُ على حبِّ
بعبدا نعم .. سال لعابُه الرئاسيُّ على المبادرةِ نعم .. بيدَ أنّ أبرزَ مواصفاتِه هي عدمُ الطعنِ بالظهر .. وأنّه لا يمكنُ له أن يسيرَ إلا بالتوافق .. أما انسحاباً لمصلحة عون أو بتأمينِ إجماعٍ مسيحي حولَ ترشيحِه على أن يكونَ الجنرال في طليعةِ هذا الاجماع .. إلا إذا كانت هذه السطورُ قد كتبت بعدما ضرب داءُ المارونية العقلَ الزغرتاويَّ الأول .. وأصبحت الرئاسةٌ مرًضاً مُستحِكماً لا يُشفَى منه لكنّ كلَّ هذا التحليلِ يسقطُ بحقيقةٍ واحدةٍ غيرِ متوافرٍ غيرُها على المسرحِ الرئاسيّ لتاريخِه وهي أن ْلا الحريري أعلن فرنجية مرشّحاً رسمياً لليوم .. ولا جعجع ارتكبَ معصيةَ تخليهِ عن ترشيحِه .. ولا هو أعلنَ تالياً تبنيه ترشيح
العماد ميشال عون .. ومِن ثَمَّ فإنّ كلَّ ما وردَ آنفاً قد يُدلي به أيُّ عرّافٍ أو قارىءِ فِنجان أو علامّةٍ في ضربِ الرملِ السياسيّ