في لشبونة، ليل الجمعة 14 آب - أغسطس 2020، كان موعد خسارة برشلونة الإسباني التاريخية أمام بايرن ميونيخ الألماني (2 ـ 8) في دوري أبطال أوروبا.
يومها، نقلت وسائل الإعلام عن جيرارد بيكيه، نجم برشلونة، قوله "لم يعد هناك أحد ضروريّ، وأنا أول من يقدم نفسه لخدمة الفريق، وإذا كان يجب أن يأتي دم جديد، فأنا أول من يغادر، لأنني أعتقد أننا وصلنا الآن إلى الحضيض".
وبعد أيام، ومع تعيين الهولندي رونالد كومان مدرباً، نُقل عنه قوله "أنا مقتنع أننا إذا واصلنا السير على هذا الطريق وتحسين الأمور والمواقف، سنصل إلى مكان جيد في نهاية الطريق"، لكن هذا المنتصف تخلله بالأمس السقوط المدوّي أمام باريس سان جيرمان (1 ـ 4) في دوري الأبطال أيضاً، وفي الكامب نو.
بين التصريح الأول والثاني، أكثر من نصف عام من الوقت، تغيّر الكثير من الأمور، حيث يعيش برشلونة مرحلة تغيير شاملة، فقد رحل لاعبون مهمون مثل ايفان راكيتيتش وأرتورو فيدال ولويس سواريز، ودخلت أسماء شابة بالجملة من مدرسة النادي، ولكن ..
الحرس القديم لا يزال موجوداً، وهم أسماء لامعة، ولا يزال لديهم سنوات في كرة القدم، لكن لا ينبغي عليهم قضاؤها في برشلونة، إذا هناك ضرورة لقلب الصفحة، وهي حقيقة، ما يطرح أسئلة عن جوردي ألبا (31 عاماً) وبيكيه (34 عاماً) وسيرجيو بوسكيتس (32 عاماً).
في الواقع، تبدّلت كرة القدم، ولم يعد من المنطقيّ أن يكون فرينكي دي يونج وبيدري ومينغويزا وأراوخو وترينكاو وآخرين إلى جانب القدامى المُشبعين، فكرة القدم هي اللياقة البدنية والقوة والإندفاع والقتالية والشدّة والضغط والالتزام الهجومي والدفاعي.
اليوم، ولأن برشلونة يعيش مرحلة التغيير الفنية الشاملة والانتخابات المقبلة، فإن على الجميع الاقتناع، وفي طليعتهم كومان بما قاله نفسه قبل أشهر "لا أحد ضروري"، واستكمال البناء الجديد بأكمله بعيداً عن الأسماء والنجومية، .. كما على الجمهور الاقتناع بأن الموسم سيكون نظيفاً بلا ألقاب.