من بعبدا حيث العرضُ الأول لمشروعِ قانونِ الفَجوة، فَتحتِ الحكومةُ مَمَراً آمِناً نحو السرايا في جلسة "مكملة" للنقاش، قبل أن تَقطعَ له تأشيرةَ مرورٍ ليَتجاوَزَ عتَبةَ ساحةِ النجمة ويَعبُرَ حقلَ الألغام تمهيداً "لصدّق"، إذا ما صَفَتِ النيَّات، ووَضَع ممثلو الشعب "وديعةَ" الثقةِ فوقَ الاعتباراتِ السياسية// في المطالَعةِ الأوَّلية على طاولة مجلسِ الوزراء في جلسة اليوم/ قَدَّم رئيسُ الحكومة نواف سلام خطوطَها العريضة/المَبنِيَّةَ على الواقعيةِ وقابِليةِ التنفيذ/ والقائمةَ على إنصافِ المودِعين وإعادةِ التعافي للقطاع المصرفي. وإلى القانونِ وما عليه من فتحِ بابِ التعديلات، خَتَم "القاضي" سلام مرافَعتَه بالتحذير من أنَّ أيَّ تأخيرٍ بإقرار مشروعِ القانون يُعيدُ ثقةَ الناسِ والمجتمعِ الدولي خُطُواتٍ إلى الوراء// في المرحلة الحسَّاسة والتي يَخضعُ فيها
لبنان لضغوطٍ من كلِّ الجِهات، قَدَّم "الكاميكاز" نواف سلام "دليلَ العافية" للخروج من عُنُق الزجاجةِ المالية بعد نأيِ الحكوماتِ السابقة بنفسِها عن "أمِّ المعارك" في إعادةِ الحقوقِ لأصحاب الحقوق. وبحَسَبِ المقررات التي اذاعها وزيرُ الإعلام بول مرقص فإنَّ مشروعَ قانونِ الفَجوة لا يُغني القضاءَ عن القيامِ بدوره. والنقاشُ التِّقْني الذي طَبَع جلسةَ اليومِ بحَسَبِ معلوماتِ الجديد يهدِفُ في جلسة الغد الماراتونية إذا ما اقتضى الأمر، للخروج بصيغةٍ تُرضي ثلاثيةَ المودِعين والمصارفِ والدولة/ على أن تؤخَذَ كلُّ الهواجسِ بعين الاعتبار// "كاسحةُ الألغامِ الحكومية" وفي مشروعِ أفضلِ الممكنِ انطلَقَت لأجل انتشالِ لبنانَ من المنطقة الرَّمادية وإبعادِه عن اللائحة السوداء/ وهو ما لم تَرَ فيه جمعيةُ المصارف أبعدَ من مصالحِها/ فأُصيبت "بحُمَّى الرفض"/ على الرَّغم من أنَّ القانونَ أعفاها من المسؤولية الجَزائية ويكادُ انعدامُ المحاسَبة أنْ يكونَ الثَّغرةَ الوحيدةَ في القانون// جلسةُ "الودائع" أَودَعَ فيها رئيسُ الجمهورية جوزاف عون موقفاً في السياسة/ ورَسم حدودَ التعاطي معَ كلِّ الأطراف على مَسافةٍ واحدة/ وبَعث بالجواب على رسالةِ رئيسِ حزب
القوات سمير جعجع بأنَّ نظامَنا نظامٌ برلمانيٌّ والنقاشَ يجبُ أن يحصُلَ تحت قِبةِ البرلمان// على هامش الجلسة أخذَ مجلسُ الوزراء عِلماً بخُطة وَزارةِ الزراعة لمكافحة مرض الحُمَّى القُلاعية/ التي انتقلتْ عَدواها إلى اللقاء التمهيدي للقاء البيت الأبيض/ والذي جَمَع بنيامين نتنياهو والسيناتور ليندسي غراهام في تل أبيب وصَدَرت عنه جملةُ إشاراتٍ مَثَّلت تفويضاً بتصعيدٍ جديد/ من خلال انطباعاتٍ خَرج بها غراهام بأنَّ حركة حماس لا تعملُ على نزع سلاحِها/ بل تُعيدُ تسليحَ نفسِها وأنها تُحاولُ تعزيزَ حُكمِها ولن تتخلّى عنه في غزة/ والانطباعُ نفسُه انسحبَ لدى السيناتور الأميركي نحو حزبِ
الله قائلاً إنه يحاولُ صُنعَ مَزيدٍ من الأسلحة وهذا أمرٌ غيرُ مقبول// وهكذا تكلم ليندسي غراهام عن غزةَ ولبنانَ كي تَسمعَ
إيران.