جاد الحاج إرحل .. قراءة شاملة لتجربة منتخب لبنان لكرة السلة في كأس العالم 2023

جاد الحاج إرحل .. قراءة شاملة لتجربة منتخب لبنان لكرة السلة في كأس العالم 2023
A-
A+
2023-09-06 | 00:04
جاد الحاج إرحل .. قراءة شاملة لتجربة منتخب لبنان لكرة السلة في كأس العالم 2023

كثيرة هي الأمور التي يجب التوقف عندها بعد التجربة، بعضها إيجابي والبعض الآخر سلبي

علي صولي
أنهى منتخب لبنان لكرة السلة مشاركته في كأس العالم 2023 التي استضافتها اليابان وإندونيسيا والفيلبين، بفوز معنوي على إيران منحه بطاقة العبور إلى الملحق المؤهل لأولمبياد باريس 2024.

كثيرة هي الأمور التي يجب التوقف عندها بعد هذه التجربة، بعضها إيجابي والبعض الآخر سلبي، لكن مما لا شك فيه أنّه كما جرت العادة في بلدنا تكون البدايات جميلة وسرعان ما تتحول الأمور إلى مادة جدلية تدخل فيها كل مشكلات الوطن السياسية والإقتصادية والرياضية فتضيع البوصلة عن الحدث الأساس.

إن أردنا تقييم هذه المشاركة في العرس المونديالي سوف نجد العديد من الأمور الإيجابية لنتحدث عنها، أولها أنّ جماهير اللعبة إطمأنّت إلى وجود جيل من اللاعبين نجح في إعادة لبنان إلى موقع مرموق آسيوياً وعالمياً. فعلى الرغم من الخسارتين القاسيتين أمام كل من ليتوانيا وكندا، والخسارة غير المستحقة أمام فرنسا، نجح المنتخب في إستعادة أنفاسه متحاملاً على الظروف الصعبة معنوياً وجسدياً، وتمكن من تخطي ساحل العاج وإيران ما سمح له بأن يضمن مركزاً متقدماً في التصنيف العالمي من شأنه أن يرفع من حظوظ لبنان ببلوغ الألعاب الأولمبية عبر بوابة التصفيات. هذه التجربة كانت غاية في الأهمية للجهاز الفني واللاعبين بهدف الإستفادة من الإحتكاك على المستوى العالمي والبناء على التجربة للمستقبل والتعلم من الأخطاء. كما أنّ منتخبنا برهن للجميع أنّه قادر على تحقيق نتائج ملفتة على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها، فيكاد يكون لبنان أقل المنتخبات إستعداداً وميزانية مقارنة بمنافسيه لكنّ موهبة بعض اللاعبين وفي مقدمتهم "الملك" وائل عرقجي وسيرجيو الدرويش، وروح المجموعة نجحوا في صنع الفارق، لا بل أيضاً في دخول التاريخ عبر المدرب جاد الحاج الذي أصبح أصغر مدرب يحقق فوزاً في كأس العالم.
 

بالإنتقال إلى السلبيات، هنا كان بيت القصيد، ولا بدّ من الحديث عن نقاط عدّة أثارت الجدل منذ ما قبل التوجه إلى إندونيسيا حتى ما بعد نهاية مشوار المنتخب في المونديال:
1 تجنيس أوماري سبيلمان: لا أحد منّا قد يسمح لنفسه بتقييم نجم الدوري الكوري الجنوبي لكرة السلة، ولا التشكيك بمستواه، لكن هل فعلاً كان منتخبنا يحتاج لاعباً في مركزه؟ وهل من المقبول أن يظهر "المجنس المحترف" بهذا الوزن الزائد؟ على الصعيد الشخصي، لا أظنّ ذلك فعلاً، ومن باب الحرص لا المناكفات والتملّق علينا أن نعترف بأنّ هذه الهفوة يتحمّلها الجهاز الفني أولاً ثم الإتحاد ثانياً عندما وافق على سفر اللاعب مع البعثة متجاهلاً إستهتاره وتعامله مع الإستحقاق العالمي بقلّة إحترافية. فتواجد سبيلمان بهذه الحالة لا يمكن تفسيره إلا ترجمة للمعركة التي خيضت من أجل تجنيسه، وإغفال الخطء بعدم متابعة حالته أولاً بأول.
 

2- مسؤولية الإتحاد: هنا سأبدأ بالتمني على المعنيين تقبّل النقد بشفافية، فلا أحد يشكك بجهودكم ونجاحكم بإيصال منتخباتنا في مختلف الفئات العمرية إلى مستويات عالمية، لكنّكم أخطأتم في بعض الأمور التي كان بالإمكان تفاديها. لقد قمتم بعمل جبّار لمواكبة الحدث من خلال حملات إعلانية وتسويقية كبيرة إلا أنّ ذلك لم ينعكس أبداً على مستوى التحضيرات التي كانت هزيلة مقارنة بأهمية الحدث، نحن ندرك جيداً صعوبة الظروف لكن كان بالإمكان أفضل مما كان. الأسوأ من ذلك كله كان دخول الإتحاد في متاهات لا طائل منها، فأصبح المنتخب "خط تماس" يفصل بين المتخاصمين في المجتمع السلوي، والمتنازعين سياسياً في اللجنة الأولمبية، إلى أن ختمها رئيس الإتحاد أكرم الحلبي بقنص موجه على الجماهير. مع فائق المحبة والتقدير، لقد أضاع إتحاد اللعبة إنجازاته عندما إنزلق إلى معارك وهمية لم تكن لتؤثر على سمعته لو عرف كيفية "تطنيشها" والحفاظ على الهدوء وبث الأجواء الإيجابية.
 

3- هفوات فنيّة: لسنا بمعرض التحليل الفني والتنظير على أصحاب الإختصاص، لكن هناك أبجديات على المستوى الفني لا تخفى على أحد. لم يكن المنتخب مطالباً أبداً بتحقيق الإنتصارات في هكذا مجموعة صعبة، غير أنّ ذلك لا يعني أن يخوض اللاعبون أول مباراتين بهذه الروح الإنهزامية، خاصة أمام كندا حيث كان الضحك واللهو والإستهتار بمثابة طعنة في ظهر آلاف اللبنانيين الذين تسمّروا خلف الشاشات لمشاهدة بعض لاعبي منتخب بلادهم وهم يتفنّنون في "طق الحنك" وكأنّهم في نزهة. هذه المشاهد مقززة وممنوعة مستقبلاً، ومن المعيب أن تمرّ مرور الكرام بدون محاسبة.
 

بناءً على ما تقدّم، سوف تكون الخاتمة مخصصة برسالة إلى المدرب جاد الحاج: 
عزيزي "كوتش" جاد البالغ من العمر 33 عاماً، بطل العرب ووصيف بطل آسيا، صاحب إنتصارين من أصل خمسة في تاريخ مشاركات لبنان بكأس العالم، أنت مدرب طموح وشجاع يحتاج إلى القليل من الخبرة والكثير من الدعم والمتطلبات الفنيّة والأجواء الصحية لكي تواصل تحقيق أحلامك. لكن بعضنا يملك ذاكرة سمك، والبعض الآخر يريد أن يقاتل بك في ميدان لا شأن لك فيه، في وقت تملك فيه كل المقومات للذهاب بعيداً في عالم الكرة البرتقالية. من قلب شاب إغتالوا أحلامه الرياضية في وطن يتعامل مع الرياضة على أنّها من الكماليات ومن أدوات النفوذ اللا رياضي، أتمنى لك أن تعود في وقت آخر وبظروف أفضل، لكن في الوقت الحالي: أرجوك إرحل!!

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق