كتبت ريتا الصياح
لا يمكن للحياة أن تستمرّ من دون الشّغف، ولقسم كبير منّا تبقى الرّياضة شغفنا الأكبر، ولولاها لفقدنا الحافز الأوّل للاستمرار.
ولأنّهم من عشّاق الرّياضة، فكّر شبّان من منطقة شكّا الشّمالية بتأسيس نادٍ ليحمل اسم منطقتهم ويمنح الفرصة للأجيال الصّاعدة لممارسة هوايتها، ووقع الخيار على رياضة كرة الصّالات التّي تشهد منذ فترة تطوّراً ملحوظاً، ومستوى مميّزًا في لبنان، فخرج إلى العلن نادي "أبناء شكّا"، وكانت المبادرة الأساسية من جورج صعب، الذي أصبح أول رئيس للنّادي، وبالتّعاون مع بعض الدّاعمين من أبناء البلدة.
نادي "أبناء شكّا"، تأسّس في العام ٢٠١٧ وشارك في دوري الدّرجة الثّالثة لكرة الصّالات وأحرز اللّقب، فتأهّل إلى دوري الدّرجة الثّانية وأحرز اللّقب مجدّداً، لينتقل للمشاركة في منافسات دوري الدّرجة الأولى، حيث قرّر القيّمون على النادي، تعيين المدرّب إيلي قسّيس على رأس الجهاز الفنّي، كخطوة أولى في مشوار طويل، يهدف للمنافسة، وإن أمكن الفوز بلقب بطولة لبنان، في موسم يعد بالكثير من المنافسة والنّديّة، خاصّة مع تقارب مستوى الفرق.
الإدارة وبعد عدّة اجتماعات مع المدرّب الجديد إيلي قسيس، وضعت خطّة واضحة للموسم الجديد، خطّة قضت بالمزج بين اللّاعبين أصحاب الخبرة واللّاعبين الشبّان، فتمّ استقدام لاعبين كبار أمثال حسن زيتون صاحب المسيرة المميّزة في هذه الرّياضة ولاعب منتخب لبنان، وجان جبّور، محمّد بوسي، أحمد عبدو وآدم مرعي و عمر المهتدي من طرابلس، ايهاب زين الدين من الحرية صيدا كما حارسي المرمى باتريك حتّي ومحمود نور الدّين كما حافظ النادي على من ساهم في صعوده الحارس احمد الأحمد واستمرّ معهم اللّاعب محمّد صفا الذي ساهم مع وليد النمر بشكل كبير في الفوز و الصعود إلى الدرجة الأولى . ليتمّ بناء منظومة متجانسة ومتناسقة يعمل على تطويرها المدرّب صاحب الخبرة الطّويلة في رياضة كرة الصّالات.
المباريات الثلاث التّالية انتهت لصالح "أبناء شكّا"، ففي المباراة الثّانية، حقّقوا مفاجأة مدويّة وفازوا على حومين بسبعة أهداف لهدف، لتدقّ هذه المباراة جرس الانذار في عالم كرة الصّالات، وتشدّ أنظار المتابعين ليراقبوا الفريق عن قرب، ويدركوا أنّ ابناء الشّمال لن يكونوا منافساً سهلاً، بل انهم يقاتلون بجديّة لتثبيت ناديهم بين أندية النّخبة في هذه الرّياضة، خاصّة أنّهم عادوا للفوز على اللّويزة بتسعة أهدافٍ لهدف، ثمّ فوز ثالث بثلاثيّة نظيفة على عندقت بعد انسحاب الأخير بسبب غياب عدد كبير من لاعبيه لاصابتهم بفيروس كورونا، مع الإشارة إلى أنّ في جعبة النّادي مباراة مؤجّلة من المرحلة الأولى.
نتائج لافتة حقّقها الفريق في المراحل الأولى من البطولة وتبقى أنظار المتابعين مشدودة لاكتشاف ما الذّي سيحدث في المراحل المقبلة، فهل سينجح الفريق في تحقيق أماني لاعبيه وإدارييه ومشجعيه أم أنّ الأمور ستسير عكس ما تشتهيه سفينة "أبناء شكّا"؟
تحقّقت الأمال أم لم تتحقّق، يبقى التّرتيب النّهائي للفريق تفصيل ثانوي أمام الجهد الذّي يبذله الرّئيس جورج صعب من أجل النّادي ومجهود المدرّب إيلي قسّيس وسهره لتحسين الفريق ومستواه أكثر وأكثر وتضحيات اللّاعبين وتفانيهم لرفع اسم "أبناء شكّا" عالياً.