الحفل، الذي قادت فيه أوركسترا تضم 50 عازفاً وقدّمت أعمالاً لفرانز شوبرت وجان سيبيليوس وآرام خاتشاتوريان، جاء في ظل مناخ اجتماعي متغيّر منذ احتجاجات 2022 وما تلاها من تخفيف نسبي لبعض القيود. داخل القاعة، ظهرت العديد من الشابات من دون أوشحة، بينما التزمت فريوسفي بتغطية شعرها امتثالًا للقانون، لكن مجرد صعودها المنصة بدا بمثابة إعلان صريح عن اتساع الهامش المتاح للنساء، وإن بقي ضمن مراقبة رسمية دقيقة. فريوسفي، المنحدرة من عائلة فنية، أوضحت أن أكاديميات الفنون الإيرانية لا تدرّس قيادة الأوركسترا، ما دفعها إلى حضور دورات قصيرة في أرمينيا قبل العودة إلى طهران لـ"بناء مسيرة رائدة". وتوجّهت برسالة إلى الشابات: "عليهن المثابرة والسعي وراء أحلامهن… وآمل أن تكون هذه بداية عهد جديد لهن، فالطريق إلى التحرر يبدأ من هنا". الجمهور شاركها هذا الشعور، خصوصًا الشابات اللواتي اعتبرن وجود امرأة على منصة القيادة لحظة تاريخية. أحد أصدقاء فريوسفي روى أنه رأى "فتاة صغيرة تقلّد حركاتها"، في إشارة إلى ما أثارته التجربة من إلهام. وعلى مدار ليلتين، امتلأت القاعة بالحشود التي أرادت مشاهدة هذا الحدث غير المسبوق. شهادات الحاضرين عكست الوقع العاطفي للحفل: سعيد شورابي (53 عاماً)، عامل معادن حضر بتشجيع من ابنته، قال: "لطالما عانت النساء من القيود… وأنا متأكد أنهن قادرات تماماً مثل الرجال". أما مصففة الشعر فريبا أغاي (44 عاماً) فعبّرت عن سعادتها برؤية امرأة تقود الأوركسترا، لكنها أعربت عن أسفها لاستمرار منع المغنيات من الغناء العلني أو نشر أعمالهن بحرية. ورغم القيود التي تُبعد الكثير من الموسيقيات عن المسرح في مدن إيرانية عدة، يثبت صعود فريوسفي إلى منصة وطنية بهذا الحجم أن الهوامش، ولو ببطء، تتسع. خطوة تحمل دلالات رمزية كبيرة، وتصفيقٌ يأمل أن تكون البداية لمسار جديد لا استثناء عابر.