وُلدت فاطمة بوش في التاسع عشر من أيار/مايو عام 2000 في مدينة فيلاهيرموسا بولاية تاباسكو المكسيكية، ونشأت في بيئة طبيعية غنية أحاطتها بالحيوانات والحقول الخضراء، ما عزّز لديها وعيًا مبكرًا تجاه البيئة وقيم الرحمة والانفتاح. عانت خلال طفولتها من عُسر القراءة إضافةً إلى فرط الحركة ونقص الانتباه، لكنها حولت هذه التحديات إلى نقطة قوة جعلتها لاحقًا نموذجًا للإرادة والنجاح.
وفي سن السادسة عشرة، انتقلت بوش إلى ولاية فيرمونت الأميركية ضمن برنامج تبادل طلابي كان له أثر واضح على شخصيتها، إذ مكّنها من تعزيز استقلاليتها وصقل لغتها الإنجليزية. وبعد عودتها إلى المكسيك، تُوّجت بلقب Flor Tabasco وهي في السابعة عشرة، لتبدأ مسيرتها العلنية في عالم الجمال والفنون. تابعت دراستها في تصميم الأزياء في الجامعة الأيبيرية الأميركية في مكسيكو قبل انتقالها إلى ميلانو لمتابعة تخصّصها في الأكاديمية الجديدة للفنون الجميلة (NABA)، حيث تميّزت أعمالها بالتركيز على الأزياء المستدامة وإعادة تدوير المواد المهملة وتحويلها إلى تصاميم مبتكرة، ما وضعها ضمن الجيل الجديد من المصممين الملتزمين بالمسؤولية البيئية.
على الصعيد الإنساني، كرّست بوش أكثر من تسع سنوات للعمل التطوعي مع الأطفال المصابين بالسرطان، كما أسست مبادرتَي "روتا موناركا" و**"قلب مهاجر"** لدعم المهاجرين وتعزيز الوعي البيئي والصحّة النفسية. ولم تخلُ مشاركتها في المسابقة العالمية من الجدل، بعدما انتشر فيديو يُظهر خلافًا بينها وبين مديرة المنظمة في تايلاند، التي وجّهت لها إهانة وطردتها من نشاط للمتسابقات، ما أثار موجة انتقادات واسعة. وقدّمت المنظمة لاحقًا اعتذارًا رسميًا، وظهر المدير التايلاندي أمام الإعلام وهو يجهش بالبكاء طالبًا الصفح.
ورغم الضجيج، ظهرت فاطمة بوش على المسرح بثبات وثقة، مقدّمة صورة شابة تجمع بين الإبداع والإنسانية ورؤية واضحة لمستقبلها. وفي اللحظة الختامية، أعلنت لجنة التحكيم فوزها باللقب، لتدخل التاريخ كملكة جمال قادرة على تحويل تجربتها الشخصية إلى مصدر إلهام عالمي.