ينحدر عوابدية من ولاية قسنطينة، المعروفة بكونها المركز التاريخي لفن المالوف، حيث اكتسب مكانته كأحد رموزه البارزين. وتميّز بموقف حازم تجاه الحفاظ على
أصالة هذا اللون الموسيقي، رافضًا أي محاولات لإفراغه من قيمه أو توجيهه نحو الطابع التجاري، ومؤكدًا أن أداء المالوف يتطلب لغة
سليمة، وأخلاقًا فنية، وانضباطًا في مخارج الحروف.
وخلال مسيرته الطويلة، ترك الفنان الراحل إرثًا موسيقيًا متفرّدًا يضم أعمالًا شكلت جزءًا من ذاكرة الجمهور
الجزائري، من أبرزها "ظالمة"، "زادني هواك غرام"، و"يا لايم"، وهي أغنيات أصبحت مرجعًا لمحبي المدرسة القسنطينية.
وأثار خبر وفاته موجة
واسعة من الحزن، لا سيما في مسقط رأسه قسنطينة، حيث نعاه والي الولاية عبد الخالق صيودة، مؤكدًا أن رحيل عوابدية يمثّل خسارة كبيرة للتراث الجزائري ولفن المالوف الذي طالما دافع عنه بصدق وثبات.
رحل الصوت الذي حمل ذاكرة المالوف، وبقي أثره جزءًا من هوية الموسيقى الجزائرية.