وكان من المقرر أن تتضمن الجولة تقديم عمله الأوركسترالي "السيمفونية السورية" لأول مرة داخل سوريا، بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو الأميركي غيريت كيست.
وبحسب الخطة المعلنة، كان من المفترض أن ينطلق الحفل في 8 ديسمبر بساحة الساعة الجديدة في حمص ضمن فعالية مفتوحة لتكريم أرواح الشهداء، ثم يتواصل في المركز الثقافي بالمدينة قبل أن تختتم الجولة في دار الأوبرا بدمشق يومي 11 و12 ديسمبر. إلا أن المفاجأة ظهرت سريعاً بعد تداول مقاطع وتعليقات تشير إلى صدور قرار من محافظ حمص يقضي بإلغاء الحفل في الساحة العامة.
وفي متابعة للموضوع، أكدت مصادر خاصة في محافظة حمص لصحيفة "مصدر" أن قرار الإلغاء لا يحمل أي خلفية سياسية ولا يرتبط بمواقف الموسيقار، بل جاء نتيجة تقييمات أمنية ولوجستية بحتة. ووفقاً للمصادر، فإن تأكيد مشاركة جندلي شخصياً وما رافق ذلك من زخم إعلامي، رفع سقف التوقعات وحوّل الحدث إلى فعالية ضخمة تتطلب ترتيبات خاصة. كما أظهر التقييم الأمني وجود تحديات كبيرة تتعلق بصعود نحو 80 عازفاً إلى المسرح في فضاء مفتوح ولوقت طويل، الأمر الذي اعتُبر صعباً من ناحية التأمين في ساحة كبيرة ومكشوفة.
وأضافت المصادر أن وجود عازفين من جنسيات متعددة، بينهم قائد أوركسترا أميركي، فرض اعتبارات أمنية إضافية حساسة. ونُقل عن أحد المسؤولين الأمنيين قوله خلال اجتماع تنسيقي: "أمنياً لا يزبط معي أبداً… العدد كبير، وفيه استهداف، وفي واحد أميركي، والساحة مكشوفة."
كما أشارت المصادر إلى أن الإعلان عن الحفل تم عبر صفحة الفنان الشخصية دون تنسيق مسبق مع المحافظة أو الجهات الأمنية، ما أدى إلى فجوة في التخطيط الأولي. وقد اقترحت المحافظة بدائل متعددة لضمان إقامة الحفل، بينها نقله إلى المركز الثقافي في اليوم نفسه أو تأجيله إلى 9 أو 10 ديسمبر لتفادي تزامنه مع مسير عسكري في 8 ديسمبر. لكن جندلي، وفق المصادر، رفض إقامة الحفل في أي قاعة مغلقة وأصر على إقامته حصراً في الساحة، ما جعل تنفيذ الفعالية وفق هذه الشروط أمراً غير ممكن.