ومع تقدم التحقيقات، بدأت القضية تأخذ منحى أكثر تعقيدًا بعد ظهور تسجيلات كاميرات مراقبة قد تغيّر مجرى الملف بالكامل.
وأفادت وسائل إعلام تركية أن أحد الجيران، الذي فضّل عدم كشف هويته، راجع تسجيلات كاميرات منزله بعد تصاعد الشبهات، ليكتشف – بحسب قوله – أنها توثق لحظة دفع غللو من الشرفة. وأكد الجار استعداده لتسليم جميع المقاطع للشرطة، مشيرًا إلى أن وجوده المعتاد في مدينة باليكسير جعله يتأخر في مراجعة التسجيلات.
وفي السياق نفسه، كشفت الإعلامية التركية سيفيلاي يلمان أنها حصلت على تسجيلات من كاميرات مثبتة في مبنى الراحلة، أظهرت فارقًا زمنياً يصل إلى سبع ثوانٍ بين أصوات الصراخ وصوت ارتطام غللو بالأرض. هذا الفارق وصفه أخصائي الهندسة الجنائية هاكان إزجي بأنه “غير منطقي في حالات السقوط الطبيعي”، ما يعزز فرضية حدوث مقاومة أو عراك قبل السقوط، ويضع التسجيلات في موقع دليل جنائي مهم.
ومع توالي المعطيات، أشارت تقارير الطب الشرعي إلى أن سقوط غللو لا يمكن اعتباره حادثًا عرضيًا، بل يحمل مؤشرات على تدخل خارجي. ونتيجة لذلك، أصبحت ابنتها توغيان ألكم غولتر تحت دائرة الاشتباه، خصوصًا بعد انتشار تسجيل صوتي يُنسب إليها وإلى صديقة والدتها سلطان نور أولو، يتحدثان خلاله عن احتمال الهروب إلى الخارج عبر فرنسا أو جورجيا من دون جواز سفر.
هذا التسجيل الصوتي فتح باب الشكوك حول وجود محاولة للتخطيط للفرار، وأثار تساؤلات جديدة حول ما إذا كانت أطراف أخرى متورطة في الحادثة. ويؤكد خبراء تحقيقات جنائية أن الأدلة المستجدة، وخصوصًا الفارق الزمني في التسجيلات ومضمون التسجيل الصوتي، قد تسرع في كشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات القانونية، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية.