بدأ الناخبون في تونس التصويت لاختيار أول رئيس في انتخابات حرة ديمقراطية في تاريخ البلاد حيث فُتحت مكاتب الاقتراع صباح الاحد أمام الناخبين.
وتجري
الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بين الرئيس المنتهية ولايته
محمد المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" العلماني الفائز بالانتخابات التشريعية الاخيرة.
ويحق لقرابة 5.3 مليون تونسي التصويت للاختيار بين المرزوقي والسيبسي.
وكان المرشحان قد فازا بأعلى الأصوات في الجولة الأولى، غير أن أيا منهما لم يحصل على النسبة المطلوبة للفوز بالرئاسة.
وتُجرى الانتخابات التاريخية وسط تدابير
أمنية مشددة، خشية وقوع هجمات على مراكز الاقتراع أو الناخبين وذلك بعد أربع سنوات من خلع الرئيس زين العابدين بن على في ثورة شعبية على نظام حكمه.
وبحسب القانون الانتخابي التونسي، وفي حال عدم حصول أي مترشح على "الاغلبية المطلقة" من أصوات الناخبين (50 بالمئة زائد واحد) في الدورة الاولى، تجرى دورة ثانية بين المرشحيْن الحائزين على اعلى نسبة من الاصوات في الدور الأول.
وفي حال حصل المترشحان على نسب اصوات متساوية في الدورة الثانية، يتم إعلان فوز المترشح "الأكبر سنا" وفق القانون نفسه.
وكانت تونس قد شهدت إقرار دستور جديد، وُصف بالتقدمي، وانتخاب برلمان كامل في تشرين الأول.
ويعتبر كثير من المراقبين تونس مثالا للتغيير
الديمقراطي في منطقة مازالت تواجه آثار ثورات "الربيع
العربي" التي بدأت في عام 2011 .
وتفادت تونس إلى حد كبير الانقسامات التي حدثت بعد الثورات في ليبيا ومصر.
غير أن انتخابات الأحد تبدو كأنها سباق بين مسؤول سابق من نظام
بن علي، والرئيس الحالي الذي يعلن إنه يدافع عن شرعية ثورة 2011.
ويتمتع السبسي، 88 عاما، بشعبية ملحوظة في المناطق الثرية والساحلية وكان قد عمل وزيرا للدفاع والداخلية والخارجية في
العهد الديكتاتوري السابق وحصل في الجولة الأولى على نحو 39 في المئة من الأصوات.
فيما كان منافسه المرزوقي، 67 عاما، أحد النشطاء البارزين في مجال حقوق الإنسان وعاش في المنفي سنوات طويلة قبل الثورة وتشير الاستطلاعات إلى ارتفاع شعبيته في المناطق الفقيرة وحصل في الجولة الأولى على حوالي 33 في المئة من الأصوات.
وبحسب
الدستور الجديد، لا يملك الرئيس سوى سلطات محدودة في مجالي الدفاع والسياسة الخارجية.
وسيكون
البرلمان في تونس، الذي يقوده حزب نداء تونس الفائز بمعظم المقاعد، هو الأساس في اختيار رئيس وزراء جديد.