الفاينانشل تايمز تنعى الصحافي دايفيد غاردنر.. كاره الطغاة ونصير فلسطين

نعت صحيفة الفاينانشل تايمز مدير التحرير السابق للشؤون الدولية دايفيد غاردنر بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة في إمارة دبي.

غاردنر الذي ولد في بروكسل، عمل في الصحافة أكثر من اربعة واربعين عاما بينها اعوام كثيرة في بيروت حيث عاصر أحداثها وآخرها انفجار المرفأ وألف غاردنر عددا من الكتب التي تتناول الشرق الاوسط وفلسطين حيث كان مناصرا لحق شعبها،  وعلى الرغم من قربه الى رئيس مجلس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير فقد عارض غاردنر غزو العراق وأصدر كتبا بهذا الشأن، وهو متزوج من الصحافية سامية نخول مديرة مكتب وكالة رويترز في الشرق الأوسط، وله منها ولدان.

كان ديفيد غاردنر، محرر الشؤون الدولية السابق ومحرر الشرق الأوسط وكبير كتاب صحيفة الفاينانشيال تايمز، وهو أحد المراسلين والمعلقين الدوليين البارزين من جيله، توفي فجأة في دبي عن عمر يناهز 69 عامًا.

جمع جاردنر بين القناعة بأهمية فهم التاريخ والافتتان بالمكائد السياسية، وحب سرد القصص، والشغف بالقضايا الجيدة، وكراهية الطغاة، وروح الدعابة التي لا تُقهر، وجعل نثره الواضح أكثر الموضوعات تعقيدًا، من سياسات الشرق الأوسط إلى السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة، وكانت سهلة الفهم للمبتدئين، ونجح في الجمع بين أفضل كتابات على الورق وبين "الشغف والنزاهة"، على حد تعبير رولا خلف، محررة فاينانشيال تايمز.

ولد غاردنر في بروكسل، وكان والده دبلوماسيًا بريطانيًا، درس في المدرسة البريطانية الكاثوليكية الداخلية Stonyhurst على يد قساوسة يسوعيين.

فتحت سمعة غاردنر الباب أمام وظيفة محرر الشرق الأوسط في FT، لقد كان مناسبًا تمامًا لشخص كان شغوفًا بالأفكار والناس، ومكانًا من التاريخ القديم وحاضرًا معقدًا ومتضاربًاـ ويقول أندرو غاورز الذي قام بالمهمة بنفسه قبل أن يصبح محررًا في فاينانشيال تايمز: "كانت لديه وجهة نظر قوية وثابتة عن حقائق القوة الصلبة في المنطقة، واكتساح التاريخ، في منطقة يمكن أن تبدو فيها التغطية الإعلامية مهووسة بأهوال اللحظة أو متأثرة بالمشاعر الحزبية، كانت رؤية ديفيد ثابتة بشكل غير عادي وتحليلاته موثوقة بشكل ثابت." لقد كان غاضبًا من إساءة استخدام السلطة من قبل العديد من المستبدين العرب، وفشل الديمقراطية الإسرائيلية في إنتاج حل أكثر عدلاً للفلسطينيين، وتحليلاً هادئًا للعواقب.