يعرف شارع مولنبيك في
العاصمة البلجيكية بروكسل بعاصمة الجهاديين في الغرب أو قندهار، وقصته مع
تصدير الارهابين وتنظيم
القاعدة تسبق
الحدث السوري بسنوات.
منه خرج بأمر من أسامة بن لادن، التونسي عبد الستار دحمان، أحد قتلة الزعيم الأفغاني شاه مسعود عام 2001 يومين قبل اعتداءات الحادي عشر من أيلول، بعدما أمضى بضعة أشهر في معسكر تدريب تابع لتنظيم القاعدة في جلال آباد ونجح برفقة صديق له، في التقرب إلى مسعود تحت ذريعة أنهما صحافيان قبل أن يفجرا أنفسَهما على مقربةٍ منه.
بعده بثلاث سنوات فقط، خرج اسم جديد من مولبيك، حسن الحسكي، العقل المدبر لاعتداءات مدريد عام 2004 التي أسفرت عن مقتل 191 شخصاً هو مهاجر مغربي أقام لفترة طويلة في الحي.
سلطت عليه الأضواء مع سطوع نجم "الدولة الاسلامية" في
سوريا والعراق كأكبر مصدّر للجهاديين.
وعاد هذا الشارع الى دائرة الضوء من جديد بعدما اتضح للمحققين الفرنسيين أنّ عددا من منفّذي اعتداءات
باريس يتحدّرون من هذا الحي.فيه نشأ
ابراهيم عبد السلام الذي فجّر نفسه في شارع فولتير الباريسي
وفيه ايضاً ترعرع شقيقه الذي ألقي القبض عليه حديثاً صلاح بد السلام أحد المتهمين الاساسين في اعتداءات العاصمة
الفرنسية.
غير أن الشخصية الأكثر إثارة للجدل والتي صارت اسمها مرتبطة بحي مولنبيك هي عبد الحميد أبا عود أو أبو عمر السوسي، وهو بلجيكي من أصل مغربي من مواليد الحي، وغادر إلى سوريا للقتال في صفوف تنظيم داعش. وتعتبره أجهزة استخبارات أوروبية عدّة أحد قادة التنظيم المكلفين تدريبَ الجهاديين الأجانب.
وقد بزغ نجمه بعد ظهوره في بضعة أشرطة فيديو يظهر في أحدها خلف مقود عربة "بيك آب" تجر وراءها كومة من الجثث.
قصة هذا الحي مع الارهابين لا تنتهي فإليه كان يتردّد أحمد كوليبالي الذي هاجم المتجر اليهودي في باريس تزامناً مع هجوم شارلي ايبدو العام الماضي، ومنه اشترى أسلحته من أشخاص يقطنون في الحي،
وفي الحي أقام مهدي نموش وهو فرنسي من أصل جزائري الذي نفذ عملية ضد المتحف اليهودي ببروكسل وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص عام 2014.
والى مولنبيك كان يتردّد أيوب الخزاني الذي منفذ محاولة الاعتداء المجهضة ضد قطار "تاليس" الرابط بين أمستردام وباريس عام 2014.