حسين طليس
"مجلس الوزراء يعين فؤاد أيوب، المتهم بتزوير شهادة دكتوراه، رئيساً جديداً للجامعة اللبنانية"!!
كانت هذه الجملة الأكثر تداولاً على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، ضمن تعليقات اللبنانيين على القرار الصادر عن مجلس الوزراء بعد اجتماعه اليوم.
4 شهادات جامعية وشهادتي تدريب ، 8 مهمات ووظائف لا يزال يمارسها في الوقت الحاضر مضاف إليها 2 في تاريخه العملي والمهني، و11 إنجازاً علمياً على المستويين الوطني والعالمي، هي حصيلة النبذة عن حياة البروفيسور أيوب، التي انتشرت تعريفاً به بعد صدور قرار تعيينه، ولكن أيعقل أن يكون كل ذلك بالتزوير؟!
"ليست كلها، الأكيد أن الدكتور فؤاد أيوب حاصل على شهادة دبلوم دكتور في طب الأسنان وأمراض الفم، إلا أن المشكوك به هو حصوله على شهادة "دراسات متقدمة في طب الأسنان الشرعي من معهد الطب الحكومي في تفير (كالينين سابقاً)، إضافة إلى شهادة دكتوراه فلسفة PhD في العلوم الطبية، اختصاص الطب الشرعي، معهد أبحاث الطب الشرعي في موسكو". هذا ما يقوله الصحافي حسين مهدي في حديثه مع موقع "الجديد".
مهدي كان ابرز من كتب عن هذه القضية عبر صفحته على "الفايسبوك"، وقد تناقل النشطاء منشوره عبر صفحاتهم، وذلك لكونه سبق أن عمل على ملف فؤاد أيوب وقضية "الشهادة المزورة". "حينما عُيّن أيوب عميداً لكلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية، رفعت عدة شكاوى من قبل الطبيب الشرعي عماد الحسيني بتهمة انتحال صفة طبيب شرعي وتزوير شهادة الديبلوم في طب الأسنان الشرعي، وذلك بناءً على عدم وجود هذا الإختصاص في جامعة "كالينين" في الإتحاد السوفياتي حين تخرج فؤاد أيوب."
"للحصول على شهادة في الطب الشرعي العام، ينبغي أن تكون حاصلاً إما على شهادة ديبلوم في الطب العام، أو على ديبلوم في جراحة الفم والوجه والفكين، وذلك لارتباط هذا التخصص بالطب الشرعي العام، وفق نظام التعليم في الإتحاد السوفياتي سابقاً وفي روسيا حالياً، وأيوب غير حاصل على الإختصاصين"، يقول الصحافي حسين مهدي، الذي تواصل مع جمعية خريجي الإتحاد السوفياتي في لبنان، وأكدوا له عدم وجود إختصاص "طب الأسنان الشرعي" في النظام التعليمي لجامعات الإتحاد السوفياتي سابقاً، حيث كان فرعاً من اختصاص الطب الشرعي العام.
وللتأكد أكثر، تواصل مهدي مع معهد الطب الحكومي في تفير، ومعهد أبحاث الطب الشرعي في موسكو، حيث أكدوا له عدم وجود هذا الإختصاص سابقاً (سنوات تخرج أيوب)، وعند طلب سجل فؤاد أيوب في الجامعتين اعتذروا لفقدانهم تلك السجلات، وبالتالي فإن الشهادة الأصلية وحدها تحسم جدل حصوله عليها فعلياً او عدمه، وهو ما طالب به مهدي، وقبله الدكتور عماد الحسيني.
يقول الصحافي نقلاً عن الدكتور عماد الحسيني "أن أيوب وعند عودته إلى لبنان، استحصل على ترخيص طبيب شرعي من وزارة الصحة بناءً على إفادة من روسيا تفيد عن حصوله على شهادة جامعية في الطب الشرعي العام، دون إبراز الشهادة"، وهنا الإلتباس، يضيف مهدي أنه توجه إلى وزارة التربية للإطلاع على ملفه في دائرة المعادلات، حيث من المفترض ان يكون قد عدل شهاداته، ليتفاجأ بـ"ضياع ملف فؤاد أيوب من الوزارة" بحسب وزارة التربية، ولا وجود لإثباتات على معادلة الشهادات إلا بمحاضر المعادلة وبالتالي لا وجود لنسخ الشهادات المعادلة، الامر الذي زاد من الإلتباس والغموض في هذه القضية.
موقع "الجديد" تواصل مع البروفيسور فؤاد أيوب، إلا ان الأخير رفض التعليق على ما يتم تداوله، محيلاً الإجابة على نقابة أطباء الاسنان في لبنان، ووزارة التربية في لبنان، التي يراها جهات مسؤولة عن تقديم إجابة في هذا الملف.
يذكر أن نقابة أطباء الأسنان سبق لها ان اصدرت توضيح، بعد شكوى الدكتور عماد الحسيني، أكدت فيه أنها "اجرت التحقيقات اللازمة التي تبين من خلالها أن كافة شهادات العميد البروفسور فؤاد أيوب مصادق عليها حسب الأصول ومحفوظة في ملفه في النقابة، وعليه فقد تراجع الحسيني عن الشكوى المقدمة بعد اطلاعه على ملف التحقيق".
إلا أن الحسيني عاد وردّ على نقابة أطباء الأسنان مؤكداً عدم اطلاعه على الأوراق التي تثبت حصوله على تلك الشهادات، كاشفاً عن تعرضه للتهديد بالفصل من النقابة "في حال رفضه التوقيع على تعهد بعدم التعرض مجددا لأيوب وسحب الشكوى بحقه كي لا يتم فتح تحقيق فعلي وشفاف في الموضوع".
وبالتالي فإن الأمور تعود إلى نقطة الصفر، والتساؤل يبقى: ما سر هذه الصعوبة التي تواجه الدكتور فؤاد أيوب في إثبات حصوله على شهاداته؟ ولماذا لا يتم الكشف عن الشهادات الأصلية او نسخ عنها، رداً على ما يشاع ضده من تهم تزوير؟ كيف يمكن إثبات حصول ايوب على تلك الشهادات إن كان الملف "ضائع" في وزارة التربية وجامعات روسيا، و"مهدد" في نقابة أطباء الأسنان؟