افادت المعلومات أن ضابط الارتباط الذي تولّى تنسيق المخطط الإرهابي الذي كشف عن احباطه امس الامن العام، يقيم في عين الحلوة ويدعى خالد السيد.
وتوقفت مصادر أمنية لصحيفة "الاخبار" عند حجم التورّط غير المسبوق للسيد، إذ إنّها المرة الأولى التي يقوم فيها شخص مقيم في المخيم الفلسطيني الأكبر بالإعداد لعمل إرهابي ضد أهداف لبنانية، من ألفه إلى يائه، من دون اعتبار لانعكاسات ذلك على المخيم. علماً أنّ الاتهامات التي كانت تُساق سابقاً ضد أفراد في المخيم على خلفية تورطهم في تفجيرات أو أعمال أمنية، كان دور المتّهمين يقتصر إما على التنسيق أو التجنيد أو الإمداد اللوجستي.
الى ذلك فان الخيط الذي أوصل ضباط الأمن العام إلى رأس الخيط كان تقنياً. وجرت مقاطعته مع إفادات ثلاثة موقوفين كانوا أصلاً في عهدة الجهاز الأمني. وقد تمكن الأمن العام من اختراق حساب أحد الناشطين في صفوف التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسلوب مماثل للعملية التقنية التي جرت قبيل توقيف انتحاري الـ "كوستا" عمر العاصي مطلع السنة الجارية. وبعد عملية رصد ومراقبة، أوقف أحد أفراد الخلية في صيدا، واستُخدم طُعماً لتوقيف بقية أفراد الخلية. وبقي الموقوف لفترة في قبضة الأمن العام، وهو يُراسل أفراد الخلية ويتلقى منهم التعليمات، من دون أن يدري مشغّلوه أنه وقع في الأسر، قبل أن يُستخدم لاستدراج اثنين من أفراد الخلية، أطبق عليهم الأمن العام وفرع المعلومات في "مشروع الربيع" في الطريق الجديدة.
وبدت لافتة هذه المرة مبادرة الأمن العام إلى التواصل مع فرع المعلومات لطلب التنسيق في عملية توقيف المشتبه فيهم، إذ إن ذلك غير معتاد بين الأجهزة الأمنية، باعتبار أنّ كل جهاز يحرص على الإمساك بكافة مفاتيح ملفه منفرداً. واضافت الصحيفة ان هذا الأسلوب نفسه سبق إن اعتمده فرع المعلومات سابقاً عندما أمسك بأحد أبرز العناصر التنفيذية في تنظيم "داعش" الموقوف محمود الغزاوي، واستخدمه لفترة موهماً مشغّليه بأنّه لا يزال حرّاً.
وعلمت "الأخبار" أنّ الموقوفين كانوا يؤلفون خليتين منفصلتين، يربط بينهما ضابط ارتباط ويتولى التنسيق بينهما. وكان هدف الخلية الأولى ضرب مطار بيروت الدولي، فيما هدف الخلية الثانية استهداف أحد أبرز مطاعم الضاحية الجنوبية.