بعيداً من الأضواء الإعلامية، تواصل المبادرة المصرية تحركاتها الهادفة إلى تهيئة الظروف السياسية والأمنية اللازمة لإنجاح خطة حصر السلاح، حيث يجري الجانب المصري اتصالات مكثفة مع الثنائي الشيعي، مطالباً بإصدار بيان مع بداية السنة الجديدة يعلن الالتزام بتطبيق الخطة، ويتضمن التأكيد على إنجاز المرحلة الأولى منها جنوب نهر الليطاني، إلى جانب الإشادة بالدور الذي أداه الجيش اللبناني في تنفيذ المهام الموكلة إليه خلال هذه المرحلة.
وفي ردٍّ على الاستفسارات، يؤكد الثنائي الشيعي أنه يتلقى اتصالات من أكثر من جهة، وليس من طرف واحد فقط، وأن من بين الطروحات المطروحة إصدار بيان رسمي حول حصر السلاح بيد الدولة جنوب الليطاني، والانسحاب الكامل من المنطقة وتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني. إلا أن الثنائي يشير إلى أن هذا الخيار لا يزال قيد الدرس ولم يُتخذ بشأنه موقف نهائي حتى الآن.
على المستوى السياسي، يتمسك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، بضرورة قيام إسرائيل بخطوات ملموسة قبل الشروع في البحث بالمرحلة الثانية من الخطة شمال الليطاني. ويؤكد الرؤساء الثلاثة أن لبنان ملتزم بتنفيذ هذه المرحلة، إلا أن غياب أي التزام إسرائيلي، سواء عبر الانسحاب من مواقع محتلة أو اتخاذ إجراءات ميدانية مقابلة، سيقابل بعدم تسهيل تنفيذها من قبل «حزب الله».
وفي السياق ذاته، يُنتظر أن تصدر لجنة «الميكانيزم» بياناً مشتركاً عن الجهات الخمس المعنية، يشير إلى إنجاز المرحلة الأولى جنوب الليطاني ويشيد بدور الجيش اللبناني. ويُعد صدور بيان من هذا النوع خطوة إيجابية في حال وافقت عليه إسرائيل، لما يحمله من تأكيد على التزام الجيش اللبناني بالمهام الموكلة إليه، ويمنحه زخماً سياسياً وأمنياً للانتقال إلى المرحلة التالية، شرط توافر الدعم العسكري واللوجستي اللازم، إلى جانب خطوات ميدانية من الجانب الإسرائيلي.
ميدانياً، نقل مصدر سياسي لـ«الأنباء» الكويتية أن المطلوب في المرحلة الراهنة هو خفض وتيرة العدوان الإسرائيلي وتقديم خطوات مقابلة تتعلق بالانسحاب من المواقع المحتلة ومعالجة ملف الأسرى، لتسهيل مهمة سحب السلاح من مختلف المناطق اللبنانية. إلا أن إسرائيل، بحسب المصدر، ضاعفت من وتيرة اعتداءاتها، لتطال القوات الدولية في أكثر من موقع جنوب لبنان، ما أدى إلى إصابة أحد جنودها بجروح طفيفة، في تطور دفع هذه القوات إلى دعوة إسرائيل، وبلهجة لافتة، إلى وقف اعتداءاتها.
وتنقل مصادر عن دبلوماسيين غربيين أن إسرائيل تسعى إلى توسيع هجماتها على «حزب الله» في المرحلة المقبلة، بهدف إخراجه من المعادلة قبل أي هجوم إسرائيلي محتمل على إيران خلال الأشهر المقبلة، لتفادي استهداف المستوطنات الإسرائيلية، خصوصاً عبر الطائرات المسيّرة، التي يُرجّح أن تشكل السلاح الأبرز لدى الحزب بعد انسحابه من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة.