جنون في اميركا وعربدة في لبنان
جنون في اميركا وعربدة في لبنان
دخل جنونُ دونالد ترامب حيزَ التنفيذ رسمياً وبدأ ترجمةَ شعاراتِه الى أفعالٍ ميدانية فحَوّل مطاراتِ الولايات المتحدة الى معتقلاتٍ ترفع عناوينَ حماية الامة من دخول ارهابيين اجانب اميركا. قراراتٌ يبررها ترامب بأنها وقائيةٌ ستضمن حدوداً قوية بخلاف فوضى اوروبا والعالم حالياً لكن أغلاقَ الحدود سيشكل تغليفاً لأميركا وأنعزالا لها بدأ يُحدث ردودَ فعل داخلَ المجتمع الاميركي من رأي عام ومحاكم وقضاة. وفي مطارات لبنان الانتخابية جنونٌ على مستوى النزوح السياسي الذي سيضرب شريحة واسعة من اللبنانين ويشل الحركة النسبية ويطيح بآمال اللبنانيين في التغيير المنشود. فالاربعة الكبار صانعو الصيغ الانتخابية لم يتميزّوا بأي علامة فارقة عن رجالات الوصاية وقانون كنعان وتقسيمات رستم فهل هذا ما طمح اليه الرئيس ميشال عون في بداية عهده؟ وبكل زهّو على شكل انتصار تحدث الدكتور سمير جعجع عن تحقيق الحلم المنتظر وعن بذل جهود جبارة وراح فريقٌ اخر نحو الزعيم وليد جنبلاط للتهنئة وابلاغه بالفوز بلا معركة ولا ينفك المقسّمون للدوائر عن تلقين المواطنين دروساً بالتوزيع العادل فعن أي توزيع نتحدث ؟ وأي حلم منتظَر ؟ هل سألوا الناسَ رأيَها ؟ هل إستشاروا أياً من القوى السياسية الاخرى ؟ هل سأل جعجع نائبَه جورج عدوان نفسَه عن رأيه بالقانون وهو المنظّر للدعوة الى نقاش تحت سقف مجلس النواب بنداً بنداً ؟
فمن إستفتى الناس على ممثليها ودوائرِها وأقضيتها وصوتها واختلاطِ طوائفها ومن سأل الحَراكَ الشعبيَّ عن شارعٍ سوف يتحرك اذا ما فرُض قانون لثيبت أقدام مافيا الحكم ؟
لم يتعلم أحد من تجربة الانتخابات البلدية فعندما اتفقت القوى السياسية على بيروت ظهرت لهم بيروت مدينتي وعندما طوقوا طرابلس بإتفاق سياسي يدير ظهره للناس ظهر لهم أشرف ريفي . اليوم بدأت طلائع رباعية حادلة تختبىء خلف هواجس وليد جنبلاط لتستعيد السلطة وتتسبب بأضرار في الارواح السياسية لكن الضرر الاول سيقع على عهد رئيسٍ أقسم َبالعدالة الانتخابية فقسّموا وعده وهددوا عهده .