مقدمة النشرة المسائية 13-07-2015
هي الليلةُ الموعودةُ لإيرانَ والمُجتمعِ النوويّ ويومٌ تاريخيٌّ من عُمرِ الأزْمةِ الماليةِ اليونانية ومفترَقُ طرقٍ ليبيٍّ رتّب بيتَ الجماهيريةِ في محادثاتٍ أُمميةٍ غاب عنها البرلمانُ الموازي ساعاتٌ حاسمةٌ يَدخُلُ فيها العراقُ مقرّراً عسكرياً في محافظةِ فِردوس الأنبارِ الغنيةِ بما ملَكت الأرضُ مِن كنوز ليبقى الحسمُ الأكبرُ في نوويِّ إيرانَ المعلّقِ على سوادِ الليلِ قبلَ طلوعِ نهارِ التسوية وعلى مشارفِ الاتفاقِ تُعقَدُ اجتماعاتٌ نهائيةٌ عند التاسعةِ مِن هذا المساء ويسمعُ مَن حولَها صهيلَ حبرِ التوقيعِ الذي سيمهِّدُ له الرئيس حسن روحاني بكلمةٍ إلى شعبِه وإذا ما اختتمت المحادثاتُ الوزاريةُ الليلةَ على اتفاق قد يُعلنُ غداً تكونُ إيران قد أَدخلتِ المِنطقةَ في عهدٍ سياسيٍّ جديدٍ سيَجري التعاملُ معه وَفقَ سياسيةِ التسوياتِ التي تسودُ المجتمعَ الدَّوليّ تماماً كما أَنقذتِ اليونانُ قارةَ أوروبا من مأزِقٍ دخلتْه أثينا وسقطَ فيه الاتحادُ كلُّه ولأنَ التسوياتِ تَحُطُّ رحالَها ويَتأثرُ لبنانُ معها بمِنطقةٍ منَ الضّغطِ الجويِّ الدَّوليّ فقد بدأت ملامحُ التغييرِ بَدءاً بالخِطابات فالرئيسُ سعد الحريري الذي لم تُسعفْه القراءةُ الإلكترونية جمّع نِقاطاً سياسية هو عانى لفظاً غيرَ عَفْويّ لكنّه تلفّظ بعباراتٍ تُشبهُ الاعتدالَ السياسيّ وتقومُ على لاءاتٍ وطنية حيث لا كِياناتِ أمنيةً رديفةً للجيوش لا للمثالثةِ والمؤتمرِ التأسسييّ ولا للفدراليةِ ولا للمواجهةِ على أساسٍ طائفي لا فيتو على أيِّ اسمٍ رئاسيّ والأهمُّ لا تنتظروا سقوطَ النظامِ السوريِّ لانتخابِ الرئيس لاءاتُ "خيرٍ وبرَكة" من رئيسٍ كان ظهورُه المتلفزُ في السابقِ أكثرَ قرباً إلى الناس لكنّه بعيدُ المَسافةِ عنِ التلاقي السياسي فهو بالأمسِ استبدلَ الشكلَ بالمضمون وقدّم رؤيةً تَطمَحُ إلى بناءِ شراكةٍ معَ الطرَفِ الآخرِ في الوطن بعدما تخلّى بنفسِه عن طروحٍ صعبةِ التنفيذ فالحريري ردّ على الحريري وعلى قوى الرابعَ عَشَرَ مِن آذار لا على أيِّ طرفٍ آخر وعندما دعا بالأمسِ إلى عدمِ التعويلِ على سقوطِ النظام إنما كان يقولُ في نفسِه إنه لن يعودَ إلى بيروتَ مِن مطارِ دمشق كما حَلَمَ منذُ أربعِ سنوات ويُعطي تجرِبتَه لقُواهُ السياسية بألا تنتظرَ ما لن يَحدث وعندما انتقد النظرياتِ التي سمّاها غريبةً عجيبة عن قيامِ كِياناتٍ أمنيةٍ وعسكريةٍ رديفةٍ للجيوش فإنما كان يَرُدُّ بذلك على سمير جعجع الذي دعا البقاعيين الى إنشاءِ لواءٍ مِن أنصارِ الجيشِ اللبنانيّ يتألّفُ مِن أبناءِ القُرى الحدوديةِ لحراسةِ قُراهم وبلداتِهم وفي معرِضِ الهبوطِ الاضطراريِّ في المواقف فإنّ الحريري تجنّبَ الهجومَ الاستفزازيَّ على حزبِ الله وما أدلى به في بعضِ العباراتِ لا يتعدّى كونَه لزومَ الشّغل "يا عزيزي" والعُدة التي يُخاطبُ بها جُمهورَ المستقبل لكنه في العُمق كان يتحدّثُ بالأسلوبِ الأميركيّ لاسيما عندما تَعمّد تسميةَ دخولِ حِزبِ اللهِ سوريا حرباً استباقيةً على الإرهاب وهو المصطلحُ الحرفيُّ للإدارةِ الأميركية وقد حطّ هجومه بلا إدانةٍ للحزبِ كجريِ العادة.. ولم يتّهمْه باستجلابِ المصائبِ على لبنان كحالِ كلِّ خِطاب ولهذا الكلامِ تَفسيران إما أن الحريري يتحدّثُ بلغةِ اليورانيوم المخصّب وإما أن هذه هي سياستُه المستحدثةُ التي تُباركُها السُّعوديةُ وتالياً الولاياتُ المتحدة وخصوصاً أنّ مصدرَ بثِّ الخِطابِ مِنَ الرياض وما تُدركُه المملكةُ كلَّه يُدركُ الحريري جُلَّه.