من بينِ انسدادِ الأفقِ
العربية وأزْمةِ لبنان معَ الخليج.. بدأت معالمُ الغازِ المِصري بشَقِّ أنابيبِها إلى لبنان معَ إعلانِ وزيرِ البترول المِصري
طارق الملا أنّ بلادَه ستبدأُ بتصديرِ الغاز نهايةَ العامِ الحالي وأنّ هذا الأمر سيُسهِمُ في تخفيفِ أزْمةِ شُحِّ الطاقة من خلالِ تنفيذِ الاتفاق معَ كلٍ من الأردن وسوريا وبُشرةُ الخيرِ المِصرية رحّبَ بها وزيرُ الطاقة
وليد فياض.. شارحاً تفاصيلَ الكشفِ التِقْني على الأنابيبِ الصالحة للضخّ في سوريا لكنّه قالَ للجديد إنّ لبنان لا يستطيعُ أن يَلتزِمَ بمواعيدَ محدّدة "عالبلكة" لأنّ التنفيذَ مرتبطٌ أيضاً بالتمويل من البنكِ الدولي، شديدِ التمسّكِ بمبادرةِ استجرارِ الكهرَباء من الأردن وكَشف فياض أنّ ساعاتِ التغذية ستَزيد إلى حدودِ أربعِ ساعاتٍ إضافية.. وقالَ إننا وصَلنا إلى عقدٍ معَ مِصر مدّتُه عشْرُ سنواتٍ قابلة للتجديد هذه الإنارةُ من مصادرِ الطاقة يُقابلُها ظلامٌ سياسيٌ دبلوماسي أَطبقَ على لبنان بفعلِ أزْمتِه معَ عددٍ من دولِ الخليج وفيما لم تَشهدِ الأزْمةُ نزفاً جديداً اليوم ما خلا إعلاناً من الإمارات عن دعوةِ رعاياها إلى مغادرةِ لبنان فإنّ الإغلاقَ الدبلوماسي كان محلَّ بحثٍ بين وزيرَي خارجيةِ أميركا
أنتوني بلينكن والسُعودية فيصل
بن فرحان وجاءَ في تغريدةٍ لبيلنكن أنّ الطرفين بحثا أيضاً الحاجةَ إلى إعادةِ الحكومةِ الانتقالية بقيادةٍ مدنية في السودان على الفور لكنّ عودةَ حكومةِ
ميقاتي إلى العمل لا يبدو أنها حضَرت في الاجتماع بشكلٍ عاجل.. وتُرِكَ حمدوك ميقاتي قيدَ الإقامةِ الجبرية على مستوى مجلسِ الوزراء المتوقّفِ عن الاجتماع لألفِ سببٍ وسبب غيرَ أنّ ميقاتي يعوّلُ على لقاءاتِ قِمّةِ المُناخ في غلاسكو لتخفيفِ الاحتقانِ الدبلوماسي معَ دولِ الخليج وأبرزُ اللقاءات التي يَنتظرُها رئيسُ الحكومة ستكونُ معَ الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون للحصولِ على سندِ إقامةٍ وِزاري يُبقي حكومةَ لبنان قيدَ التنفّس أما حكايةُ النأيِ بالنفس.. فلم تَسلُكْ في أيٍ من مراحلها.. إذ إنّ لبنان وعلى مدى سنواتٍ طويلة أَثبتَ عجزَهُ عن الحِياد.. وكان دائماً رهينةَ حروبٍ عربيةٍ عربية تَندلعُ وراءَ الحدود فنَحمِلُ بارودتَها هنا والقُوى السياسية في لبنان لن تكونَ مرةً حرّة أو مستقلة طالما أن مَربِضَ خيلِها في الخارج. وعلى هذا التقييم كان جورج قرداحي ضحيةً وفرْقَ عُملةٍ سياسية.. حتى إنّ السُعودية نفسَها وعلى مدى ثلاثةِ لقاءاتٍ صِحافية لوزيرِ خارجيتِها فيصل بن فرحان، أكدت أنّ الأزْمةَ اليوم لا تتعلّقُ بشخص.. ووَسّعتِ الأسبابَ لتَطالَ التهريب ودورَ حزبِ الله في الهيمنةِ على لبنان. ومن هنا فإنّ استقالةَ قرداحي لن تُبدِّلَ الحال وحتى لو استقالَ الرئيس
نجيب ميقاتي نفسُه وأُضرمتِ النيرانُ في حكومتِه، فإنّ البديل لن يُقدّمْ بل سيُؤخِّر فشكوى السُعودية وبعضِ الخليج أنّ الحكوماتِ التي يَتِمُ تشكيلُها هي حكوماتُ حزبِ الله، من زمنِ
سعد الحريري نفسِه إلى حسان دياب فنجيب ميقاتي.. وبناءً عليه فإنّ التَبِعات ستَبقى مستمرةً إلى أنّ تَتغيّرَ الحال، إما بصناديقِ الاقتراع إذا فُتحت.. أو بوضعِ لبنان على طاولةِ فيينا وتالياً التفاوضِ السُعودي الإيراني في العراق في جولتِه الخامسة الشهرَ المقبل وحتى ذلكَ الحين فإنّ جورج قرداحي لا يزالُ وزيراً للإعلام.. وهو ثَبَتَ على موقفِه وموقعِه في اتصالٍ مع الجديد مؤكداً عدمَ نيّتِه الاستقالة لكونِ الأمور لن تتصلّح في حالِ انسحابِه من المشهدِ الوِزاري وباتَ قرادحي في أجواءٍ تدعمُ مواقفَه من الثنائي الشيعي والمردة..
وفي معلوماتِ الجديد ان اتصالاً حصل بين قرداحي وميقاتي وقال وزيرُ الاعلام لرئيس الحكومة: هل تَضمَن اني اذا استقلت لن تَطير حكومتُك؟ فأنا أُبلغت ان وزراء آخرين سوف يتخذون قرارا مماثلا اذا اقدمت على الاستقاله .. وعليه فلا انا استقيل ولا حكومتك ستطير ومن خلالِ مواقفِ نوابِ ووزراءِ وقياداتِ حزبِ الله يَتظهّرُ عدمُ الخروجِ السريع من الحكومة.. لا بل إنّ كلامَ
السيد هاشم صفي الدين يؤكدُ أنّ الحكومةَ حاجة، ومَن يَعمل من أجلِ أن تَفرُطَ وتتعطّل ويُضربَ الاستقرار هو الذي يريدُ أن يَخرَبَ البلد وعلى ما هو واضح فإنّ الأزْمةَ تُضبطُ داخلياً.. لكن هل يَجري وقْفُ نزيفِها خارجياً؟ في قِمّةِ بايدن ماكرون انتهت أسوأُ أزْمةٍ تتعلقُ بصراعِ الغواصاتِ النووية بين البلدين بعبارة sorry أميركية لفرنسا.. لكنّ فرنسا كانت قد خَسِرت سِتينَ مِليار دولار هنا أيُ كلامٍ سيُقال؟ وماالذي سيَخسرُهُ لبنان أكثرَ من خَساراتِه المتتالية؟