على طقسٍ مُغبّرٍ حارّ تعلوه العواصفُ الرميلة يرتفعُ استحقانان: أيادي الحوار وأقدامُ الشارع ويستعدُّ طرفا السلطةِ والحَراكِ المَطلَبيّ لتاسعٍ من أيلولَ يحدّدُ معالِمَ المرحلة أولى طلائعِ الطاولةِ بدأت بالظهورِ داخلياً وخارجياً معَ الإحكامِ الأمنيِّ المُطبِقِ على محيطِ ساحةِ النجمة لتوفيرِ ممرٍّ آمنٍ للعابرين إلى الحوار لكنّ القواتِ اللبنانية لم تَلمِسُ تبدلًا في المواقف ولا أيَّ عواملَ مشجعهٍ على التحاور وهي تطرحُ انتخابَ رئيسٍ للجُمهوريةِ كمِفتاحِ حلٍّ دُستوريٍّ طبيعيٍّ مِن شأنِه إتاحةُ فتحِ مجلسِ النواب وتفعيلُ عملِ الحكومة أي إنّ سمير جعجع الذي التقى أمير قطر اليوم وجدَ أسهلَ الحلولِ التي تناسِبُ وضعَه شخصياً على قاعدة إنتخبوني لأحاورَكم مِن موقعِي الرئاسي علاماتُ الحوار بحسَبِ معدّلِ الأستاذ تراوحت بينَ صِفر ومئةٍ في المئة مُنبّهاً إلى أنّ فشلَه لن يكونَ فشلاً له بل للجميع وقال رئيسُ المجلس إنه إذا أراد البعضُ أن يأتيَ إلى الحوارِ وَفْقَ مقولةْ "صباح الخير يا أقرع" فسيكونُ ذلك أقصرَ طريقٍ نحوَ إنهائِه وافتعالِ مشكلةٍ مبكرة بري الذي خاطَب "الأقرعَ القواتي" فتح "بابَ المناقرة" معَ الشارع فقسَمَه اثنين: فئةٌ تحمِلُ مطالبَ محقةً وأخطاءً بريئة وفئةٌ ثانيةُ على عَلاقةٍ بالأميركيين قال بري كلامَه هذا وألحقَه باستقبالِ السفيرِ الأميركيِّ ديفيد هيل معَ الصلاةِ على النبيّ لكنّه معَ بقيةِ المتحاورينَ المحاصرينَ في ساحةِ النجمة قد لا يسمعون أصواتَهم بعدما تتغلّبُ عليها أصواتُ الناسِ التي ستُسقِطُ مماطلةَ السلطةِ السياسيةِ تحتَ الطاولة والمتظاهرون أنفسُهم لن يسمحوا بتشويهِ سُمعتِهم ولصقِهم بالأميركيين أو باستغبائِهم بالأخطاءِ البريئة وسيقولونَ إنّ الحُكمَ ذاتَه يرتكبُ عَمداً أخطاءً غيرَ بريئةٍ أدّت إلى الوضعِ الراهن وعلى مرمى حوارٍ استقلَ وزيرُ الصِّحةِ وائل أبو فاعور قطارَ حوارٍ فَرعيّ واجتمعَ في الرابية إلى العماد ميشال عون موفداً من النائب وليد جنبلاط وقد نَقل أبو فاعور طرحاً بتشريعِ التمديدِ للقادةِ الأمنيين وتفعيلِ عملِ مجلسِ الوزراء على ضفافِ الحَراكِ الشعبيّ لا مبارداتِ لأبو فاعور سِوى الإيعازِ الى المستشفياتِ في استقبالِ المُضربين والمَضروبين فالشبابُ يعتصمُ بحبلِ الإضرابِ عن الطعام معَ تدهورِ حالةِ الناشط حسين قطيش الصِّحية أما الحالةُ الصِّحيةُ السياسيةُ لوزيرِ البيئةِ محمّد المشنوق فهي في أعلى درجاتِ الثّباتِ على الكرسيّ وهو غرّد معلناً أنه تحت سقفِ القانون رداً على الدعوى التي ستقامُ ضِدَّه وقال أنا مستعدٌّ دائماً لتقديمِ إفادتي فاطمئنوا لكنّ الوزيرَ المشنوق لم ينتبهْ إلى أنّ المطلوبَ هو تقديمُ استقالتِه لا إفادتِه.