مقدمة النشرة المسائية 15-09-2022
في العالم نحنُ الشعبُ الميّاس وعلى سطحِ الأرض السياسية: فِرقةُ الأنجاس وبين خِيارين من الجمال وسُوءِ السُمعة تَقلّبَ اللبنانيون وتعلّقوا بحِبالِ المجدِ الذي صنعتْه ستٌّ وثلاثونَ امرأة ورجلٌ واحد هو نديم شرفان ولم يبقَ زعيمٌ وقائدٌ أو سياسيٌ ناشئ إلا وأَبرقَ مهنئاً ومُنشِداً لبنان على صورةِ سِحرِ الصبايا في لوس أنجلوس والمهنئون هم أنفسُهم الذين نَتقبّلُ التعازي على لبنانِنا بسببِ حُكمِ فسادِهم أُعطي وسامُ الاستحقاقِ الرئاسي لميّاس لكنّ ميّاس بحَدِّ وجودِها وسامٌ رفيع يَمنحُ الأوطانَ المسحوقة سِحرَه فما مِن فرحةٍ أتت من صوبِ الفريقِ السياسي، إنما كانَ التصفيقُ يَعلو من ملاعبِ كرة السلة إلى مسرحِ ميّاس الذي أَخذَ بيدِ لبنان نحوَ العالم أما الراقصونَ على الحِبالِ السياسية فلهُم أن يَحتفظوا بالصمت وأن يُدرِكوا أنهم تَركوا شعباً يَرقُصُ مذبوحاً من الألمِ وحبّذا لو أعارونا سُكوتَهم وتهانِيَهم التي لا تَصلُحُ للبيع في السوقِ السياسيةِ السوداء وضَرَبَ التصفيقُ لميّاس موعِداً في مجلسِ النواب، حيثُ تَمايَلَ ممثّلو الأمة على هذا النصر قبل أن يُضرِموا النيرانَ في أرقامِ الموازنة ويُرِدُونَها قتيلةً وصريعةَ الحساباتِ الدفترية كلُّهم على المِنبر أصحابُ فضيلة وبَراءٌ من موازنةٍ صُرفت وشَبِعت صَرفاً وربما لَخّصت النائبة بولا يعقوبيان الجدوى من هذه الموازنة بوصفِها أنها لُعبةُ أرقام و"تركيب طرابيش" صاغَتْها لجنةُ تخمين لكنّ نواباً من فصيلةِ الرصاصة الطائشة رَدّوا على طريقةِ المحاسبة الشخصية فارتفعت أصواتٌ كالنائب سليم عون لتسألَ عن مَقرِّ إقامتِها ومن أينَ أتت ويُزايِدُ عليه نائبٌ كانَ مجهولَ باقي الهُوية، قبلَ أن يَتّضحَ أنه المدعو شربل مارون من تكتّلِ لبنان "المستقوي" على السيدات وتحتَ هذا السقف دارتِ المعاركُ النيابية وجاءت بطَعْمٍ رئاسيٍ وحكومي وزيّنها النائب أسامة سعد بأسئلةٍ من العيارِ المُحاسِبي الثقيل، متوجّهاً إلى رئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال بالقول: لماذا لم تأتِ بموازنتِك الخرقاء هذه في ميقاتِها؟ وأينَ حِساباتُ الدولة؟ ألَيْسَ من واجبِ مجلسِ النواب تدقيقُها وإبراءُ ذِمّةِ الحكومة؟ هذا مالٌ عامّ مسروق. فمَن سَرَقنا؟ لا جوابَ لدى رئيسِ الحكومة والذي كان مَزهوّاً بالسفرِ إلى لندن لحضورِ مراسِمِ تشييعِ الملكة إليزابيت تاركاً هنا المَلِك الذي شارفَ على مغادرةِ العرشِ وحيداً لا يَلوي على المشاركة في اجتماعاتِ الجمعيةِ العامّة للأممِ المتحدة لأسبابٍ صِحيةٍ وسياسيةٍ معاً وتتعلّقُ تحديداً بعدمِ حصولِ وفدِه على مِروحةِ لقاءاتٍ رئاسية في نيويورك لكنّ الرئيس ميقاتي قَدّمَ له "التسالي" اليوم في لقاءِ بعبدا ووَعدَهُ بأنه "المرة الجاية لو بدّي ضل نايم ببعبدا مش رح فِل إلا ما تتألّف حكومة"، وعلى الاغلب فإن رئيس الجمهورية ادرج هذا الوعد في خانة دستور ملحم بركات ورائعته : صاير كذاب .