خمسةُ أعوامٍ على جريمةٍ بلا عِقاب.. والحسابُ آتٍ ولو بعدَ حِينٍ على وعد العهد الجديد بالالتزامِ بكشفِ الحقيقة كاملةً مهما كانتِ المعوِّقاتُ ومهما عَلَتِ المَناصب// خمسةُ أعوامٍ والجمرةُ تُحرِقُ موضِعَها في قلوب أهالي الضحايا بانتظار يومِ القِصاص/ وطيلةَ الأعوامِ الخمسةِ صَمَد المحققُ العدلي القاضي
طارق البيطار على مِلفه/ لم يُرْهِبْه تهديدُ "القَبع" ولم يُثنِهِ "كفُّ اليد" ودَعاوى مخاصَمةِ الدولة واجتهدَ ضدَّ اتهامِه باغتصابِ السلطة وأكملَ "المشوار الطويل"// على مدار الأعوام الخمسة تعرَّضَ التحقيقُ لطَعَناتٍ سياسية/ فَصَلتِ الأهاليَ بين صفَّين/ واصطدمَ بحماياتٍ حزبية تَحَصَّنَ خلفَها ثلاثةُ وزراءَ صادرة بحقّهم مذكِّراتُ توقيفٍ لا تزالُ ساريةَ المفعول/ وضِمناً تَعرَّضَ لهزَّاتٍ أمنيةٍ مفتَعَلة كادت معها البلادُ أنْ تنزلقَ إلى ما لا تُحمَدُ عُقباهُ من الطيونة الشاهدةِ على زمنِها بين مِحورَين// في الذكرى حَضَرَتِ الضحايا صُوراً وذكرياتٍ/ وشَهاداتٍ استعادت لحَظَاتِ الرُّعبِ الأولى لجريمة العصر/ وعليها مَنحَ البابا بَرَكتَه الرسولية تعزيةً ومحبة/ في الرابع من آب
لبنان الحبيب في قلب صَلَواتِ البابا/ وتَجوزُ الصلاةُ في الخامس منه/ على نيةِ جلسةِ مجلسِ الوزراء في بعبدا/ بعد استلامِ لبنانَ الورقةَ الأميركيةَ معدَّلةً "وِراثياً" بجينات "نَفِّذْ ولا تَعترضْ"/ وبشروطٍ تعجيزيةٍ غيرِ قابلةٍ للتطبيق/ من تسليم السلاح بَدءاً بأَثقلِه وصولاً إلى خفيفِه ضِمنَ مُهلةٍ زمنيةٍ محددة / والإسراعِ بترسيم الحدود مع كِيانٍ إسرائيليٍّ محتلٍّ لأراضٍ لبنانية/ إلى غيرِها من الأفكار/ التي وَضعت لبنان بين الموافَقةِ عليها أو رفضِها ولْيَتَحمَّلِ العواقب// الردُّ الأميركيُّ المكتوبُ بالحِبر السِّري الإسرائيلي/ سيَحضُرُ على طاولة بعبدا/ مسبوقاً بعدمِ رضى الخارج عن أيِّ قرارٍ يَصدرُ عن الجلسة بحَسَبِ معلوماتٍ للجديد أفادت بأنَّ عدمَ الرضى وحجمَ التهويل لا يَعكِسانِ في الوقت عينِه حقيقةَ الأمر/ والتقديراتُ بحَسَبِ المعلومات أنْ يبقى الوضعُ على ما هو عليه من دون أن ترتفعَ الاعتداءاتُ الإسرائيلية المتواصلة إلى مستوى شنِّ حربٍ على لبنان/ وتضيفُ المعلوماتُ أنَّ النقاشَ في الجلسة كما بات معلوماً سيَجري تحت سقفِ ثلاثيةِ خِطابَيِ القَسَمِ والأولِ من آب والبيانِ الوَزاري/ وإمكانيةِ سحبِ فتيلِ السلاح وإحالةِ المُهلِ على
المجلس الأعلى للدفاع بالتزامُنِ معَ الانسحابِ الإسرائيلي وتسليمِ الأسرى// بين لبنانَ وغزةَ/ أوجُهُ شَبَهٍ عديدةٌ وعدوٌّ واحد / والقطاعُ الذي يُبادُ أهلُه على مَرأى القريبِ والبعيد/ دَخَلت حربُ تجويعِه أشدَّ مراحلِها خَطراً بانتشار أوبئةٍ مُعدِية تصيبُ جهازَي المناعة والتنفس وتتسبَّبُ بالشللِ التام بسبب انعدام الغذاءِ والدواء والعيشِ بين النُّفايات ومجاري الصرفِ الصِحي/ وعلى البطونِ الخاوية والعظامِ الناتئة فإنَّ الباحثَ عن حُفنةِ طحينٍ مفقود/ والعائدَ من رحلةِ البحثِ مولود/ ولا خِيارَ ثالثاً لهما أمام مَصائدِ الموتِ وكمائنِها لاصطياد المجوَّعين/ وعلى هذه الحال أبدت حماس استعدادَها للتجاوبِ معَ أيِّ طلبٍ للصليبِ الأحمر بإدخالِ أطعمةٍ وأدويةٍ لأسرى العدو/ بشرط فتحِ الممرات الإنسانية بشكلٍ طبيعي ودائم// في الشِّق السياسي/ دعوةٌ من
بنيامين نتنياهو لجلسةٍ غداً تحت ضغطِ المستوى العسكري في شأن استمرارِ الحرب على غزة/ وجلسةٌ لمجلس الأمن الدولي بطلبٍ إسرائيلي لبحث أوضاعِ الأسرى في القطاع/ وبأقلامِهم نَشرت يديعوت أحرونوت أنَّ مكانةَ إسرائيل ونتنياهو في الحضيض/ وأفضلَ آلةٍ دِعائيةٍ في
العالم لن تكونَ قادرةً على منافسةِ صورةِ طِفلةٍ جائعة من غزة/ كان يُفترض بإسرائيل أنْ تدركَ هذا وتأخُذَهُ بالحِسبان/ الآن فات الأوان.