في ذكرى تغييب الإمام.. "أَمَّ"
نبيه بري الساحةَ السياسية بخِطابٍ موزون يُحاكي دِقّةَ المرحلة/ سَيّجَ السِلمَ الأهلي بعناوينَ مَرِنة قابلةٍ للنقاش/ خاطبَ القريبَ والبعيد/ ولم يُسَمِّ أحداً/ لكنّ الرسائلَ وَصلت بالبريد المباشَر// وكبديلٍ عن الورقةِ الأميركية.. أَصدرَ بري طبعةً
جديدة "بورقةٍ صُنعت في
لبنان"/ وقَدّمها على مَسافةِ جلسةٍ حكومية كمبتدأٍ للحوار.. وخَبَرُه: لا بديلَ عن الحوار كحلٍ نهائي// وفي ذكرى إخفاءِ مَن قالَ يوماً إنّ السلاحَ زينةُ الرجال/ رَبَطَ بري السلاحَ بالشرفِ والعِزّة، تماماً كلبنان/ وأَعلنَ بالأصالة وبالوَكالةِ عن حزبِ الله الانفتاحَ على مناقشةِ مصيرِ السلاح تحتَ سقفِ الدُستور وخَطابِ القسم والبيانِ الوِزاري واتفاقِ
الطائف، لصياغةِ استراتيجيةٍ للدفاعِ الوطني تَصونُ لبنان/ وليسَ تحتَ وطأةِ التهديد والقفزِ فوقَ اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار/ ومِن هنا قاربَ المطروحَ في الورقةِ الأميركية/ ورأى أنه يتجاوزُ مبدأَ حصرِ السلاح إلى بديلٍ عن اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار/ وفي الوقتِ الذي نَفّذَ فيه لبنان ما عليه/ أَصرّت "اسرائيل" على استباحةِ السيادةِ
اللبنانية وتَمدّدت باعتداءاتِها واحتلالِها نِقاطاً جديدة// دافعَ رئيسُ حركة أمل عن موقفِ الوزراءِ الشيعة في جلستَي الحكومة بوصفِه وطنياً لا طائفياً/ وبالموقفِ ذي الصلة، وَضعَ الحكومةَ أمامَ مسؤوليتِها معَ المؤسسةِ العسكرية/ وقال: من غيرِ الجائزِ وطنياً وبأيِ وجهٍ من الوجوه رَمْيُ كرةِ النار في حِضنِ الجيشِ اللبناني الذي نَعتبرُه دِرعَ الوطن// أجرى بري عمليةَ إنعاشٍ للذاكرة.. بجَردةٍ تناولتْ إنجازَ الاستحقاقِ الرئاسي من خلالِ سياسةِ مَدِّ اليد/ على الرَغمِ من حمَلاتِ التنمّرِ السياسيِ الممنهَج بحقِ طائفةٍ مؤسِسة للكِيانِ اللبناني/ ورهانِ أصحابِها على وقائعِ ونتائجِ العدوانِ
الإسرائيلي لضخِّ الحياة في مشاريعَ قديمةٍ جديدة ولو على ظَهرِ دبابةٍ إسرائيلية/ فاصِلاً بينَ العقولِ الشيطانيةِ واللبنانيينَ الذين شَرّعوا منازلَهم لأبناءِ الجنوب/ ومن قرى الحافةِ الأماميةِ المنكوبةِ والمتعددةِ الطوائِف/ لَفتَ بري إلى خريطةِ
نتنياهو الزرقاء، ولبنان كاملاً من ضِمنِ الحُلُمِ الإسرائيليِ الموعود/ وسألَ أدعياءَ السيادة: ألاَ تُشكِّلُ زيارةُ رئيسِ أركانِ جيشِ
الاحتلال وتَجوالُه عندَ خطِ القُرى الحدودية إهانةً لكلِ ما هو سيادي؟/ وَصّف بري الواقع.. وطَبّقته
إسرائيل على أرضِ الواقع كما كلِّ يوم/ باغتيالٍ بمسيّرةٍ في النبطية الفوقا/ بعدَ سلسلةِ غاراتٍ عنيفة هَزّت صباحَ المِنطقةِ عينِها/ ولمّا لم تَجِدْ مَن يَردعُها مِن دولِ الطَوق ولا مِن محافلِ الأممِ الدولية/ صَعّدت من عدوانِها باتجاهِ غزة/ وعلى احتلالِ مدينتِها يَعقدُ الكابينت اجتماعاً في مكانٍ فائقِ السِرّية/ على ما اعتَبره قادةُ حربِها إنجازاً بالإجهازِ على " أبو عبيدة"/ من دون أن تؤكدَ حماس اغتيالَ صوتِها المُلثّم.