ما خلا إشكاليةَ وزيرِ العدل والكُتابِ العَدل/ وما تكتنِفُه من غموضٍ يَربِطُ بين تنظيمِ المهنة / ومكافحةِ تبييض الأموال وتمويلِ الإرهاب/ وتداخلت فيه السياسةُ الداخلية بالشروطِ الخارجية لتمكينِ لبنانَ من الخروجِ من اللائحةِ الرَّمادية والنأيِ به عن اللائحةِ السوداء / وإلى أن تتضحَ معالمُ التعميم/ فقد دَخلتِ الساحةُ المحلية في الصمتِ السياسي قبل إثنينِ الصعودِ إلى
بعبدا وجلسةِ تِشرينَ الحكومية/ وأبعدَ من المشهد المحلي/ تقدَّمَت حماس بالنِّقاط/ وبخُطوةٍ إلى الأمام/ قَطعتِ الطريقَ أمام بنيامين
نتنياهو لجرِّها إلى فخِّ رفضِ اتفاقِ الإطار المُعَنْوَن تحت خُطةِ
ترامب للسلام// والحركةُ عَرَفت من أين تؤَكلُ كَتِفُ الرئيسِ الأميركي الذي يَهوَى المديح/ فوَصَفت تصريحاتِه بالمشجعة ورحبت بجهوده/ ولم تنتظرْ مُهلةَ الأحد التي مَنَحها إياها فَسَلَّمتِ الوسطاءَ ردَّها ليلَ الجُمُعة / وأبدتِ الجهوزيةَ التامة للبَدء بمفاوضاتٍ فورية تتعلق بعملية تبادلِ الأسرى ووقفِ الحرب وانسحابِ
الاحتلال من غزة وتسليمِ إدارة القطاع لهيئةٍ فلسطينية من المستقلين/ وعليه تستعدُّ القاهرة لاستقبالِ المبعوثِ الأميركي ستيف ويتكوف يرافقُه جاريد كوشنر/ والوفدِ
الإسرائيلي برئاسة وزيرِ الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر/ إضافة إلى وفدِ حركة حماس/ للبَدء بسلسلة نقاشاتٍ حول آليات تنفيذِ الخُطة// وكأولِ ردِّ فعلٍ تلقَّفَ ترامب ردَّ حماس بالصمتِ الإيجابي فنَشَر الردَّ على موقعه الافتراضي من دونِ تعليق/ قبل أن تأتيَه الفِكرة/ ويطالبَ
إسرائيل بالتوقفِ فوراً عن قصفِ غزةَ حتى نتمكنَ من تحرير الرهائنِ بأمانٍ وسرعة/ ومن دون أدنى إشارةٍ إلى
سلامة المدنيين
الفلسطينيين قال إنَّ الأمرَ لا يتعلقُ فقط بغزة / بل يتعلقُ بالسلام الذي طال انتظارُه في الشرق الأوسط/ لكنْ سُرعانَ ما كَشف ترامب عن وجهِه الآخَر/ وبمنشورٍ آخَرَ لوَّح لحماس بسلاحِ التهديد وقال: لن أتهاونَ معَ أيِّ تأخيرٍ من جانب الحركة وإلا ستصبحُ كلُّ الاحتمالاتِ واردة/ وإذ وُصِفت دعوةُ ترامب إسرائيلَ لوقفِ الحرب وللمرةِ الأولى بالعلامةِ الفارِقة بعد عامينِ من حرب الإبادة على القطاع/ إلا أنَّ إسرائيل لم تستجِبْ ونَقلت هيئةُ البثّ الإسرائيلي عن مصدر سياسي/ وغالباً ما يكون نتنياهو هو المصدر/ أنه حالياً لا يوجد وقفٌ لإطلاق النار في غزة بل تخفيفٌ لوتيرة العمليات/ وإذا كان ترامب قد رَمى طَوقَ النَّجَاة لنتنياهو بخُطةٍ مكتوبة بالحِبر العبري لفكِّ العُزلة الدولية المفروضة عليه وعلى إسرائيل/ فإنَّ شوارعَ العواصمِ بقيت على غضبِها وحَراكِها تضامناً مع غزة/ في حين أظهرَ استطلاعُ رأيٍ لواشنطن بوست أنَّ واحداً وستين بالمئة من اليهود
الأميركيين يرَوْنَ أنَّ إسرائيل ارتَكبت جرائمَ حربٍ في غزة/ وأنَّ أربعةً من كلِّ عَشَرَةِ يهود أميركيين يقولون إن إسرائيل مُذنِبةٌ بارتكاب إبادةٍ جَماعية ضد الفلسطينيين.