هو ليس زمنَ المُعجِزات/ لكنَّ قلبَ أماني استعادَ نَبْضَهُ بين ضلوعِ أسيل/ فاستَيقَظَتِ الأميرةُ النائمة من غَفْوَتِها على كلمة "ماما"/ لتكونَ الأمُّ وابنتُها الناجيتَانِ الوحيدتَانِ من مجزرة بنت جبيل شاهدتَيْنِ من الشهداءِ الأحياء على مسلسلِ الإجرام
الإسرائيلي بحق المدنيين اللبنانيين/ وفي آخِر فصولِه كشفَ نهارُ أنصار مجزرةَ ليلِها// مدينةٌ صناعيةٌ أتت عليها أعنفُ الغاراتِ
الإسرائيلية منذ اتفاقِ تِشرين/ وإلى ترهيبِ السكانِ في المنازل المحيطة/ دمَّرَتها الصواريخُ الثقيلة وسَوَّتها بالأرض وكبَّدَت أصحابَها خسائرَ بملايينِ الدولارات// هي رسالةٌ ليستِ الأولى ولن تكونَ الأخيرةَ للدولةِ
اللبنانية أرسَلَتها
إسرائيل بالبريدِ الناري: ممنوعٌ إعادةُ الإعمار/ الرسالةُ وَصَلت/ وقبل أن تُخمَدَ نيرانُها/ استَنفرَ رئيسُ الحكومة نواف سلام بين قصرَيْ بعبدا وعين التينة/ وتمحورَ لقاءُ عون سلام حول التوافقِ على طرح رئيسِ الجمهورية بضرورةِ التفاوض غيرِ المباشِر مع إسرائيل لاستعادة كلِّ الحقوقِ اللبنانية/ وتخلَّلتَه جولةٌ على التطوراتِ الإقليمية بعد مؤتمرِ شَرْمِ الشيخ/ وعلى إيجابيةِ اللقاءِ المُثْمِر/ انتقل رئيسُ الحكومة إلى عين التينة حيث حَضَرتِ الغاراتُ الإسرائيلية على الجنوب/ وبجانبها جملةٌ من المِلفات// تحَرَّك خطُّ الوَسَط بين بعبدا وعين التينة/ تلقَّى جُرعةَ دعمٍ دوليةً/ باعتماد مجلسِ الأمن بياناً يَدعمُ التزاماتِ الحكومةِ اللبنانية ببسطِ سيادتِها على أراضيها/ وبدعمِ الجيشِ اللبناني لضمانِ انتشارِه جنوبَ الليطاني/ وإذ جدد مجلسُ الأمن دعمَ اليونيفيل/ دعا كلَّ الأطرافِ إلى احترام التزاماتِها بمُوجِبِ اتفاق وقفِ الأعمال العَدائية// بيانُ مجلسِ الأمن يأتي غَداةَ إعلانِ قائدِ القيادةِ الوسطى الأميركية براد كوبر الالتزامَ بدعمِ جهودِ الجيشِ اللبناني في عمله الدَّؤوبِ لتعزيزِ الأمنِ الإقليمي/ لافتاً إلى المصلحةِ المشتركة في الحِفاظ على السلامِ والاستقرارِ في
لبنان بالتعاونِ معَ الجيش واليونفيل والشركاءِ الدوليين لضَمانِ نجاحِ إطارِ وقفِ إطلاق النار// دعمُ الجهودِ اللبنانية يصبُّ في قَنَواتِه الصحيحة/ لكنْ لتحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ الإقليمي وُجهةٌ واحدة هي في الضغطِ على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان وتنفيذِ اتفاقِ وقفِ إطلاق النار بكاملِ مُندَرَجاتِه// من الحَراكِ المحلي والدعمِ الدولي للبنان/ يرتسِمُ مشهدٌ خارجي لن تكونَ المنطقةُ بمَنأىً عن تداعياتِه الإيجابية منها والسلبية/ المرشدُ الأعلى علي خامنئي يراسِلُ الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين بواسطةِ أمينِ المجلسِ الأعلى القومي
الإيراني علي ريجاني/ وبعد المكالمةِ الهاتفيةِ المطوَّلة التي أَعادتِ الخطَّ الساخِن بين بوتين وترامب اتَّفَق الثنائيُّ على اللقاءِ في بودابست/ ومنها فَتح الرئيسُ الأميركي خطاً مباشِراً إلى الصين للقاءِ نظيرِه نهايةَ الشهر بوصفه خَصماً قوياً ويَحترمُ القوة/ وفي آخِر إطلالاتِه عبر فوكس نيوز أعرب ترامب عن أمله في انضمامِ
السعودية ودولٍ أخرى للاتفاقياتِ الإبراهيمية// وبعد هذه البانوراما/ تكلَّلَت أحداثُ اليومِ في قصرِ العدل اللبناني/ حيث انتهت قضيةُ هنيبعل "الليبي" بالإفراجِ عنه مقابلَ كَفالةٍ قَدرُها أحدَ عشَرَ مِليون دولار/ ومعها طُويت قضيةُ مَكَثت عشَرَةَ أعوامٍ في السِّجن بانتظارِ اللحظةِ السياسيةِ المناسِبة.