ما بعد "يانوح"/ اختبارٌ آخَرُ خَضَعَت له بلدة "تولين"/ وتبيَّنَ بالكشف المَيداني الذي أجراهُ الجيشُ اللبناني/ خلوُّ المنطقةِ من النفقِ المزعوم/ وما تم العثورُ عليه غرفةٌ صغيرةٌ مهجورةٌ/ منتهيةُ الصَّلاحيةِ العسكرية// تَحَرُّكُ الجيشِ بالتنسيق الدقيق مع الميكانيزم/ يَفتَحُ مرحلةً
جديدة من "التدقيق الأمني" بعد إدراجِ التعاملِ بالوثائقِ المَيدانية شرطاً للمصداقية في تطبيقِ خُطةِ حصريةِ السلاح/ وهو ما يمثّلُ عاملَ اطمئنانٍ في الداخل وعامِلَ ثقةٍ لدى الخارج/ ويشكلُ أرضيةً صُلبة للوفد اللبناني الموزَّع بين الناقورة وباريس/ حيث انقسم رُعاةُ الحل الإقليميونَ والدوليون إلى فيلَقَيْن/ سيَنتشرُ أحدُهما على أرض الميكانيزم يومَ الجُمُعة/ فيما ستَلُوحُ طلائعُ الرُّباعية ابتداءً من الليلة فوق الربوعِ الفرنسية// أما "المَضارِبُ" اللبنانيةُ فستَرفعُ أوتَادَها في ساحة النجمة على جلسةٍ تشريعية بمحضر لا يزال بلا ختمٍ منذ أيلولَ الفائت/ وعليه لن يتكررَ غداً سيناريو التعطيلِ بعد اكتمالِ النصاب النيابي/ بإعلان تيارِ الاعتدال عدمَ مقاطعةِ الجلسة/ مضافاً إليه كتلتا الثنائي والاشتراكي معَ بقاءِ كتلةِ الوطني الحر في منطقة الحِياد حتى اللحظة// الاعتدال وما يمثلُه في السياسة والمرجِعية عَدَّلَ الموقفَ ورجَّح كَفَّة اكتمالِ النصاب من عدمه/ الأمرُ الذي أحرجَ رئيسَ حزب
القوات اللبنانية سمير جعجع فأخرَجَه عن طَورِه / واتهم كلَّ نائبٍ يحضرُ جلسةَ الغد عن قصدٍ أو غيرِ قصد بالشيطانِ الأخرسِ الساكتِ عن الخطأ/ وبأنه أعطى الرئيس بري شيكاً على بَياض لممارساتِه في المجلس// جبهةُ الرفض التي قادَها جعجع/ منذ تحديد موعدِ الجلسة كانت وصلت إلى ذُروتِها بقوله إن الرئيس
نبيه بري حوَّلَ المجلسَ النيابي إلى مزرعة/ تِبعًا لاحتياجاته الخاصة واحتياجاتِ الفريق الذي ينتمي اليه لا أكثرَ ولا أقل/ لتنتهيَ الجولةُ بانتصارِ "ساحر" عين التينة على "حكيم" معراب// "هلا بالخميس النيابي"/ قابَله مواقفُ في "لقاء الأربعاء" أطلقَها رئيسُ الجمهورية جوزاف عون أمام زواره/ واعتبر أن مَنْ يسوِّقُ للحرب انفَضَحت لعبتُه لانَّ ثمةَ مَن يعيشُ على الحرب نفسِها لإجراء الانتخاباتِ على أساسها/ مطَمْئناً الى ان الوضعَ في
لبنان جيد/ ومن أهمية إبعاد شبحِ الحرب وإعادةِ الإعمار/ أكد عون أن التفاوضَ لا يعني استسلاماً ونسلكُ أيَّ طريقٍ يقودُ إلى مصلحة البلاد/ ومن هذا المنطلق استقبلَ السفير سيمون كرم رئيسَ الوفدِ اللبناني إلى اجتماع الميكانيزم المرتقب وزوَّده بالتوجيهات والتعليمات اللازمة/ تماماً كما حمّل وصاياهُ إلى قائد الجيش رودولف هيكل لوضعِها على طاولة اجتماع باريس/ الذي سينعقدُ تحت "راية" ترامب للسلام والاستقرارِ في الشرق الأوسط/ وعلى نتائجِ الاجتماع يُبنى المقتَضَى على الساحة اللبنانية/ ربطاً بتكليف ترامب سفيرَه توم براك "المسيحيَّ من أصلٍ لبناني" والعامِل على خط
سوريا لبنان/ للاجتماع معَ بنيامين نتنياهو/ وبحَسَبِ معاريف العبرية/ فإنَّ براك لم يكنْ مجردَ ضيفٍ أميركي يَعبُرُ الجسرَ الجوي إلى تل أبيب/ بل جاء في مَهمةِ مراقَبةِ نتنياهو وسياساتِه/ وبتفويضٍ واضح من ترامب/ لإجراء فحصٍ فيما إذا كان نتنياهو شريكاً يمكنُ الاعتمادُ عليه في المرحلة المقبلة/ أم قائداً يفضِّلُ إبقاءَ الساحاتِ مفتوحة // ولقاءُ البيتِ الأبيض لناظِرِه قريب//