يومٌ لطلابِ الشهادةِ المتوسطةِ الذين احتلوا النهارَ ولوّنوه بنجاحٍ تفتقدُه الأيامُ السياسية. فالطلابُ حقّقوا نِسَباً عاليةَ التفوقِ في سنِّ ما دونَ الرشد.. فيما الراشدون من ناخبينَ وسياسيين يَرسُبونَ في امتحانِ الاقتراع ويسجّلون أرقاماً متدنيةً. وبعضُهم يفوزُ على حافَةِ السقوطِ كحالِ بلديةِ بيروت. ولم تعدِ المسألةُ تتعلّقُ بنسبةِ اقتراعِ البيروتيينَ المنخفضةِ جداً بل بالأداءِ البلديِّ للبيارتة.. إذ إنّ باكورة إنتاجِ المجلسِ الجديد جاءت على شكلِ معونةٍ أو "مكرُمةٍ" للرئيسِ المُفلسِ سعد الحريري. وليس فجأةً وَجد أهلُ المدينةِ أنفسَهم أمامَ "بيروت أوجيه" في عمليةِ تسلّمٍ وتسليمٍ من بلال حمَد إلى جمال عيتاني لإمرارِ صفْقةِ المئةِ والعشرينَ مِليونَ دولارٍ التي ستذهبُ من أموالِ البيارته إلى مِحفظةِ الحريري. وسريعاً بدأت عمليةُ التنفيذِ لكونِ زعيمِ المستقبل سبقَ وقَطعَ وعداً بدفعِ رواتبِ موظّفي سُعودي أوجيه في مُهلةٍ محدّدةٍ انتهت يومَ أمس.. وكما جرى تزويرُ عَقدَي الخلَويّ قبلَ عِشرينَ عاماً ذاتَ "بوجي".. استُنهضت "بوجيَات" مستحدَثةٌ لتزويرِ عَقاراتِ شاطئِ الرملةِ البيضا وتحويرِ تصنيفِها : مِن عَقاراتٍ صِفرْ استثمار إلى أرضٍ جاهزةٍ للعُمران مُكتمِلةِ مواصفاتِ البناء... الشاطئُ للشعبِ بحسَبِ وعودِ ما قبلَ الانتخاب.. وما إنِ احتلّت لائحةُ البيارته المجلسَ البلديّ حتى بدأت بيعَ البيارتة من "كيسِهم"... "وبتقريشِ" هذه الخطوةِ مالياً نكونُ أمامَ مجلسٍ لبلديةِ بيروت يعودُ ريعُه إلى سعودي أوجيه.. وفكِّ جُزءٍ مِن ضِيقةِ الحريري المالية لكي يصدُقَ وعدُه.. طال عمرُه... ولا يَتفوّقُ على طولِ عُمر الحريري سوى إطالةِ أمدِ أزْمةِ النُفاياتِ التي ضربت موعداً جديداً مع الفضيحةِ من خلال دلالٍ بالمَطمرِ المشهود لُزَّمَ إلى جهاد العرب وبتكلِفةٍ عاليةٍ كشفتْها مناقصةُ برج حمود. وربَّ مَن نَسَبَ ارتفاعَ أسعارِ العرب إلى قَضمٍ إلزاميٍّ للسياسيين.. لأنّ كلَّ زعيمٍ على مزبلتِه سيَصيحُ طالباً الحِصة.. والأملُ بالمير ووعدِه "بتفلاية البحصة".