سنا السبلاني
تشهد مدينة الباب السورية الشمالية، المحاذية للحدود التركية الجنوبية، معارك وهجمات من جهات وأطراف عدة لمحاولة انتازعها من تنظيم "داعش" المسيطر عليها والقضاء عليه. فمن هي الأطراف التي تتسابق على انتزاع السيطرة على المدينة وما هدفها؟! وما هي الوقائع والتطورات الميدانية في المنطقة؟
الأقرب الى الباب هي القوات التركية ودرع الفرات منذ شهر أو أكثر، وحتى منذ قبل مؤتمر أستانة، يقول الخبير العسكري عمر معربوني في اتصال مع موقع "الجديد"، موضحاً أن القوات التركية و"درع الفرات" موجودة على بعد كيلومتر أو 1.5 كيلومتر تقريباً من شمال مدينة الباب، فيما يتواجد الجيش السوري على مشارف المدينة من اتجاهين على بعد 3 كيلومتر تقريباً بعد أن استطاع السيطرة على محور كبير.
ويشير معربوني الى أن الجيش السوري يهاجم الباب من محورين، محور الشمال الشرقي ومحور آخر يمتد من الجنوب الى الشمال، حيث استطاعت قواته أن تقطع الطريق بين دير حافر ومدينة تادف الملاصقة للباب. ويضيف "إذا استطاع الجيش السوري السيطرة على بحيرة الجبول، وهي منطقة يمكن من خلالها تطوير الهجوم باتجاه دير حافر بالاتجاهين، اتجاه البحيرة واتجاه مطار كويرس، ذلك يعني أنه أيضاً يفكر في السيطرة على منطقة تؤهله للإندفاع باتجاه منطقة مسكنة التي تشكل عملياً مفتاح مدينة الطبقة وثانياً مدينة الرقة، إضافة الى محاولة الوصول الى بحيرة الأسد لحل مشكلة المياه المقطوعة عن حلب حيث يوجد مضخّات على نهر الفرات بشكل أساسي وتحديداً على بحيرة الأسد.
يلفت معربوني الى إمكانية وجود إتفاقيات ما ترعاها روسيا لتوزيع القوى التي تقاتل "داعش" في هذه المرحلة، "والدليل أن وحدات الجيش السوري باتت هي التي تندفع الآن باتجاه الباب وأصبحت تسيطر على حوالي 320 كلم مربع منذ حوالي عشرين يوماً، أي تاريخ بدء الهجوم باتجاه المنطقة وهي منطقة كبيرة جداً وأحدثت عملية إغلاق وشكّلت قوس انتشار كبير جداً للجيش السوري، ما أدى الى وصوله الى مشارف مدينة تادف وقطع الطريق ما بين دير حافر، طريق الإمداد الوحيد باتجاه منطقة الباب".
نظراً للوقائع الميدانية وخرائط السيطرة، يبدو أن الموقف الميداني الآن هو لمصلحة الجيش السوري إلاّ اذا أقدم الأتراك وقوات "درع الفرات" على استغلال نتائج الميدان الأخيرة والتقدم باتجاه مدينة الباب من الجهة الشمالية، يختم معربوني.