رزان شرف الدين
إنجاز نوعي تحقّق على الأرض السورية في الأيام الأخيرة بعدما تمكّنت قوات الجيش السوري والقوات الحليفة من فك قوس الحصار عن القسم الشمالي الغربي من مدينة الزور الذي فرضه تنظيم داعش الإرهابي على كامل المدينة منذ أكثر من 3 سنوات.
العملية التي فرضت تحولا استراتيجيا في الحرب السورية، تحققت بعدما تكثيف جهود الجيش السوري وعمله الدؤوب في الأشهر الأخيرة ليسيطر على البادية السورية وريف حلب الشرقي وتدمر وثمّ ينطلق من النقطة المحورية الأساسية وهي السخنة إلى دير الزور.
ولكن كيف كانت الطريق إلى دير الزور؟!
درجات الحرارة المرتفعة وطبيعة الأرض الرمليه والألغام التي خلّفها "داعش" يمينا ويسارا.. مع هذه الظروف الجويه الصعبة إنطلقت ساعة الصفر لعملية الدخول عند الثانية والنصف من ظهر الثلاثاء، بحسب ما نشر سليمان شاهين، القائد الميداني في إحدى مجموعات قوات الدفاع المحلي في سوريا التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر على صفحته على "فيسبوك".
وتابع شاهين: "قبل الوثبه الأخيرة بإتجاه دير الزور والتقاء القوات، كانت المسافه بينهم حوالي 6 كيلو مترات، فدخلت القوة المتقدمه إلى الدير بثلاث عربات "ب أم ب" مع ثلاث دبابات بمرافقة المشاة ورمايات المدفعيه والطيران لحماية المجنبات".
وأضاف القائد الميداني منوها بـ "العمل الحرفي الذي قام به الطيارون بضرب أهداف قريبة منا بنحو 300م. هو عمل لايستطيع القيام به أي طيران في العالم لا سيما في هذا الوضع المعقد لتداخل القوات".
وصلت طلائع قوات الدفاع المحلية وكان باستقبالهم العميد عصام زهر الدين، بحسب شاهين الذي أشار إلى أن "هتافات عناصر النقاط على طول خط الجبهه بدأت حينها بالهتاف: بالروح بالدم نفديك سوريا، وقام حينها العميد عصام بإلقاء قصيده شعرية من التراث الدرزي لم نتقن تفسير كل معانيها"!، وقال: "هذه الأجواء لايحس بعظمتها ألا من عاش لحظاتها على الواقع".
ويشير شاهي إلى أن "نسور الجو احتفلوا أيضا بالنصر على طريقتهم الخاصه كما يظهر ببعض اللقطات في الفيديو"، لافتا إلى أن قوافل المساعدات "حاولت الدخول من الطريق الذي قمنا بفتحه ولكنه طبيعته الرملية حالت دون ذلك ولم تستطع الوصول على أمل تأمين طريق الشولا اليوم ليصبح جاهزا للخدمه".
في تلك اللحظة كان هناك عدد من وسائل الإعلام حاضرة في المكان لنقل لحظات اللقاء، ويقول شاهين إن "الأخوة مراسلي الإعلام الحربي ومراسل من قناة الميادين دخلوا بطريق خاطئ فقام المسلحين بضرب سيارة تابعة للإعلام الحربي بعدة صواريخ دمرت السيارة دون أن تسجل إصابات بشرية والجميع بخير بانتظار تأمين الطرقات".
ويختم سليمان شاهين قائلاً: "غدا على أكثر تقدير سوف يتم تأمين الطرقات ويصبح طريق الشولا جاهزا للعمل، وطريق ديرالزور- السخنه سوف يعمل بعد وصول القوات القادمه من السخنه إلى الشولا بعد يومين تقريبا،
رحم الله شهدائنا الذين كانو سببا لهذا النصر التاريخي".
وفي السياق، أفاد وزير التجارة الداخلية والتموين السوري عبد الله الغربي عن وصول قافلة مساعدات محملة بألفي طن من المواد الغذائية والخضار والفواكه إلى مشارف اللواء 137 في دير الزور، وقال الغربي إن "القافلة مؤلفة من 42 سيارة محملة بألفي طن من مختلف المواد الغذائية الأساسية من سكر وشاي ومعلبات والحبوب والطحين ومن خضار وفواكه ومحروقات وأدوية، وسيتم إرسال مخبز متنقل إلى محافظة دير الزور من أجل المساعدة في توفير مادة الخبز للمواطنين".
الصور والفيديو أدناه خلال العملية العسكرية من صفحة سليمان شاهين على "فيسبوك"