هند الملاح
اختتمت
اليوم اعمال اجتماع استانة بجولته السادسة، ببيان
مشترك للدول الضامنة لوقف إطلاق النار في
سوريا وهي
روسيا وتركيا وإيران، اوضح آلية العمل في مناطق خفض التوتر.
وعلى الرغم من ان الفصائل
المعارضة جميعها كانت مشاركة، إلا انها كانت مستاءة من نتائج المؤتمر وخاصة في موضوع ادلب بعد ضمها الى مناطق خفض النزاع والاتفاق على نشر قوات للمراقبة وفقا للخرائط المتفق عليها في أنقرة في 8 ايلول. اعتبرت المعارضة ان الامر كالقرارات السابقة "صب في مصلحة
ايران" إلا انها لم تسجّل اي تحفظات ولم تبدِ اي تعليق على الواقع كما جرت العادة في المؤتمرات السابقة.
عدم التفاعل مع المؤتمر من قبل المعارضة
السورية جاء، وفقا لما يقول الصحافي السوري المعارض غسان ياسين لموقع "الجديد"، بعد ايمان المعارضة بأن ما نتج عن هذا المؤتمر او غيره هو ثمرة اتفاقيات وقرارات دولية، و حتى ولو سجّلت المعارضة او النظام السوري اي تحفظات، لن تؤثر على نتيجته.
بدوره يرى القيادي في المعارضة السورية عبد الرحمن الحاج ان نتيجة المؤتمر "مستفزة وسيكون هناك عقبة كبيرة في تطبيق الاتفاق"، لافتا في اتصال مع موقع "الجديد" الى انه على الرغم من ان المعارضة كان لديها معرفة مسبقة بنتيجة المؤتمر وارسلت ممثلين لها، إلا انها غير مهتمة فيه بالمعنى الايجابي للكلمة".
خلال ست جولات لهذا المؤتمر، امور عديدة تغيرت على الساحة، ما دفع بعض الدول الى تحويل اهتمامها عن الملف السوري او تغيير حساباتها، يتابع الحاج، "الدول التي من المفترض ان تكون حليفة المعارضة -كدول الخليج- منهمكة بأمورها الخاصة وملفاتها العالقة كملف اليمن والازمة الخليجية. ويبدو ايضا ان هناك تحولات في وجهة نظر بعض الدول في التعاطي مع الدور الروسي، وهذا ما منح المؤتمر زخماً جديدًا على المستوى السياسي".
كما يرى الحاج في الصمت الخليجي دليلا على القبول بالتوجه الجديد وان كان هناك تحفظ من دول الخليج على الدور الايراني في اماكن سيطرة المعارضة.
تعتبر المعارضة السورية مسار المفاوضات سيئاً منذ بدايته وغير محبب، وفقا لتوصيف الحاج، الذي يعرب عن مخاوفه من دورَي روسيا وإيران الجديدين، واللذين من الممكن ان يؤديا الى فقدان المعارضة للمنطقة وربما الى خسائر
جديدة لها.
يختم الحاج لافتا الى ان الفصائل المعارضة انجرّت الى المؤتمر في ظروف معينة واضطرت الى التعامل معه، وهي الان تقوم بمراجعات وتحاول ان تجد الطريقة المناسبة للتعامل مع جنيف المرتقب.