صدام حسين
كشفت موسكو أن مؤتمر الحوار الوطني السوري سوف يعقد في مدينة سوتشي الروسية في أواخر الشهر القادم، مرجحة أن يكون ذلك في 29 و30 من كانون الثاني.
وذلك بعد انتهاء جولة جنيف المقررة في 21 من الشهر المقبل، وبعد أن انتهت الجولة الثامنة من المفاوضات
السورية في أستانا.
وتأمل موسكو بأن تدعم الأمم المتحدة مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، خصوصاً وأنه سيكون بمشاركة المبعوث الدولي الخاص إلى
سوريا ستيفان دي ميستورا.
ورغم أنه يجري برعاية مباشرة من روسيا تقول موسكو إن كافة مسائل التسوية السورية في مؤتمر سوتشي يجب أن يتفق عليها السوريون بأنفسهم، وعلى روسيا والأمم المتحدة أن تضطلع بدور الإرشاد والاستشارة فقط.
وترى موسكو هنا أنه لا ضرورة لإصدار قرار جديد من
مجلس الأمن الدولي لعقد مؤتمر سوتشي، ولا للمصادقة على نتائجه.
ماذا عن جنيف وأستانا؟
وتتجه الأنظار إلى المدينة الروسية بعد انعقاد ثماني جولات من مؤتمري جنيف وأستانا حول التسورية السورية، حيث من المتوقع النظر خلال مؤتمر سوتشي في إجراء إصلاحات دستورية وانتخابات في سوريا بإشراف أممي.
ورجحت الخارجية الروسية أن يتم خلال المؤتمر تشكيل لجنة دستورية تحصل على تفويض عام من الشعب، وتعمل على بدء إصلاح دستوري أو التحضير لدستور جديد.
وتؤكد موسكو أن مثل هذه اللجنة يجب أن يوافق عليها الرئيس الحالي، (أي بشار الأسد)، وستبدأ بعد ذلك بالعمل إما على صياغة دستور جديد أو إدخال تعديلات على
الدستور الحالي.
وتعتزم الدول الضامنة لعملية أستانا (إيران وروسيا وتركيا) التعاون بشكل وثيق في إطار تحضير وعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وذلك بعد تحقيق تقدم في ملف الإفراج عن المعتقلين وتسليم جثث القتلى والبحث عن المفقودين، إضافة إلى تعزيز نظام وقف النار، وضمان العمل الفعال لكل مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا، إضافة إلى الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية.
1500 مشارك.. والأكراد؟
ويعمل جهازا الاستخبارات في روسيا وتركيا في مراجعة قائمة المرشحين إلى المؤتمر التي تضم 1500 سوري، بينهم سياسيون ورؤساء نقابات وفنانون ومثقفون وعسكريون، إضافة إلى نخبة من خبراء الدستور والسياسيين.
وبخصوص مشاركة الأكراد تقول موسكو إنهم سيكونون ممثلين في مؤتمر سوتشي بشخصيات حيادية لا تنتمي إلى أحزاب سياسية وتحظى بالاحترام، خصوصاً وأن تركيا تعارض بشكل قاطع حضور حزب
الاتحاد الديمقراطي للمؤتمر، وهو حزب تعتبره أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية وتحاربه على أراضيها وفي الدول المجاورة منذ فترة طويلة، وتتفهم موسكو الخط الأحمر لتركيا، وتقول إنها تأخذ قلقها بعين الاعتبار.
حدث إعلامي!
وبينما يرى البعض أن بوابة حل الأزمة السورية سيكون في إحدى منتجعات سوتشي، تراهن دمشق على أن يكون مؤتمر سوتشي حدثاً إعلامياً يخدم
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، وتعول بعدها على عقد جلسات مؤتمر الحوار في دمشق، وإجراء عملية الإصلاح الدستوري ضمن آليات البرلمان الحالي التي تضم بتعديل الدستور الحالي لعام 2012.
وفي هذا السياق تقول المصادر ذاتها لصحيفة
الشرق الأوسط إن دمشق قد تبدي «مرونة» بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في السنة المقبلة أو بعدها، علماً بأنها مقررة في 2020، ورفض تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 2021 ما لم يتم تعديل الدستور ضمن أولويات دمشق.