أعرب ممثل أرمينيا الخاص للتطبيع مع تركيا روبن روبينيان، عن تضامن يريفان مع أنقرة عقب كارثة الزلزال الذي ضرب 11 ولاية، وتمنى أن يسود السلام الدائم بين البلدين.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع روبينيان على هامش مرافقته لوزير الخارجية آرارات ميرزويان خلال زيارته إلى تركيا للتعبير عن تضامن أرمينيا مع ضحايا الزلزال.
وأجرى روبينيان الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمعية الوطنية في أرمينيا، زيارة تفقدية إلى مخيم فريق البحث والإنقاذ الأرميني المشارك في عمليات الإغاثة بولاية أدي يامان التركية.
وفي 6 فبراير/ شباط الجاري ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
ويوم 11 فبراير أعادت السلطات التركية فتح معبر "علي جان" الحدودي مع أرمينيا بعد 35 عاما من إغلاقه، لإيصال المساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال.
وكان معبر "علي جان" شهد حادثة مماثلة عام 1988 حيث عبرت شاحنات مساعدات تركيا حينها إلى الجانب الأرميني بعد وقوع زلزال.
وقال المبعوث الأرميني إنه كان يتابع الوضع في مناطق الزلزال جنوب تركيا عبر وسائل الإعلام، لكنه واجه مشاهد أكثر إيلامًا خلال جولته الميدانية.
روبينيان لفت إلى أن بلاده أرسلت فريقًا للبحث والإنقاذ في اليوم الأول للكارثة، ثم وجهت مساعدات إنسانية عبر الحدود بين البلدين لإيصالها إلى الضحايا.
وذكر أن زيارة الوفد الأرميني برئاسة وزير الخارجية آرارات ميرزويان، جاءت للتأكيد على التضامن مع تركيا في مواجهة مثل هذه الكارثة الكبيرة.
وأشار إلى أن الجانبين اجتمعا وتوحدا اليوم بسبب الكارثة، معربًا عن أمله في أن تجري الاجتماعات التالية في مناسبات سعيدة وفي ظل تعاون متبادل.
وتابع روبينيان: "لا شك أن أرمينيا مستعدة لتقديم جميع أشكال الدعم قدر استطاعتها، وأتمنى أن يسود السلام بيننا دائمًا بعد اليوم".
وأوضح أن المنطقة التي تقع فيها تركيا وأرمينيا هي منطقة زلازل، ولا يسع لشعبي البلدين إلا التضامن في مثل هذه الأوضاع.
وشدّد على أن المساعدات المقدمة إلى تركيا عقب الكارثة تعكس مشاعر المجتمع الأرميني تجاه نظيره التركي.
وأردف: "آمل أن نكون بعيدين عن الكوارث ونتمنى لبعضنا البعض أشياء أفضل في ظروف أحسن".
من جهة أخرى، قال روبينيان إن التطبيع بين البلدين سيضمن أولا الاستقرار والسلام في المنطقة، ثم التعاون في الاقتصاد والمجالات الأخرى.
وكشف أن المحادثات مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في أنقرة، شهدت تفاهمات في بعض القضايا.
وأوضح أن من بين هذه القضايا التعاون في إعادة إنشاء جسر آني التاريخي الرابط بين البلدين، وتسريع عملية التطبيع بالكامل.
في سياق متصل، أعرب الممثل التركي الخاص للتطبيع مع أرمينيا سرداد قليج، من جانبه عن شكره للجانب الأرميني لتضامنه مع بلاده.
وأشار قليج في تصريح لوكالة الأنباء الأرمينية الرسمية "أرمنبرس" إلى أهمية الدعم المقدم من الدول المجاورة بالنسبة إلى بلاده.
وقال إن زيارة وزير الخارجية الأرميني شخصيًا إلى تركيا من أجل التعزية تعتبر "تطورًا مهمًا للغاية" وأن بلاده "لن تنسى هذا الدعم أبدًا".
والأربعاء، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره ميرزويان، إن أرمينيا مدّت يد الصداقة للشعب التركي بهذه الأيام الصعبة.
وأوضح أن تركيا أرسلت مساعداتها إلى أرمينيا عقب زلزال 1988، وأن الأخيرة ترد الدين اليوم لتركيا بعد سنوات طويلة، مؤكدا على ضرورة استمرار التضامن بين البلدين.
وأوضح أنه تناول مع نظيره الأرميني اليوم الخطوات اللازم اتباعها في مسار عملية التطبيع بين أرمينيا وكل من تركيا وأذربيجان، ومفهوم السلام الشامل بالمنطقة.
وقال إنه إذا اتبعت البلدان الثلاثة خطوات صادقة فإنه يمكن تأسيس السلام الدائم في جنوبي القوقاز، الأمر الذي يحمل أهمية كبرى لعملية التنمية بالمنطقة.
من جهته، جدد وزير خارجية أرمينيا آرارات ميرزويان، التأكيد على رغبة بلاده في إحلال السلام بينها وبين تركيا.
المصدر: وكالة الأناضول