وقالت الصحيفة إنّ البرهان تعهّد استئناف الانتقال للديمقراطية بمجرد هزيمة قائد قوات الدعم السريع، مضيفًا أنّ الجيش ملتزم باستكمال العملية السياسية وفق الاتفاق الإطاري ونقل السلطة إلى حكومة مدنية.
في المقابل، قال قائد قوات الدعم السريع
محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، للصحيفة نفسها، إنّ قواته تتمتع بنفس قوة الجيش في المعركة، رغم تفوّق قوات البرهان جوًا، نافيًا تلقي أي دعم من قوات مجموعة فاغنر الروسية.
واتهم حميدتي البرهان بالانحياز إلى الإسلاميين الراديكاليين المصممين على استعادة الديكتاتورية. كما قال إنّه لا يعارض "من حيث المبدأ" ضمّ قوات الدعم السريع إلى الجيش، واتهم البرهان بعدم استعداده لتنفيذ الاتفاق الإطاري الذي يمهد لحكم مدني في البلاد.
في غضون ذلك، أعلنت
نقابة أطباء السودان
ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 198 قتيلًا وأكثر من 1200 مصاب.
وأشارت النقابة في بيان، إلى مقتل 24 مدنيًا على الأقلّ، وإصابة نحو 170 في
اليوم الخامس من الاشتباكات، لافتة إلى سقوط العدد الأكبر من الضحايا في مدينة الفاشر غرب السودان، ثمّ في
العاصمة في
الخرطوم.
وشدّدت على أنّ الأعداد غير نهائية لصعوبة الوصول إلى المستشفيات جراء استمرار القتال وتقطّع السبل بالمواطنين.
ومنذ الصباح، تشهد العاصمة السودانية الخرطوم اشتباكات متقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع رغم دخول الهدنة المؤقتة حيّز التنفيذ.
وشهد وسط الخرطوم وجنوبه معارك واشتباكات، حيث أكد شهود عيان أنّ قوات الدعم السريع انتشرت بين الأحياء السكنية في منطقة كافوري.
واندلعت اشتباكات في حي جبرة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع جنوبي العاصمة، فيما دفع القصف المستمر بكثير من سكان الخرطوم إلى مغادرة المدينة إلى أماكن بعيدة عن محاور القتال.
وأفاد سكان حي المهندسين في حي أم درمان أنّ إدارة سلاح المهندسين طلبت منهم البقاء في منازلهم وإطفاء الأنوار الخارجية في الساعات القليلة الماضية، إذ شهد الحي إطلاق نار كثيف.
جاء ذلك بعدما أعلنت قوات الدعم السريع مساء الأربعاء "هدنة لمدّة 24 ساعة" ابتداءً من الساعة الرابعة مساءً بتوقيت غرينتش، رغم أنّ هدنة الثلاثاء لم تدم دقيقة واحدة، وفقًا للبعض.
توازيًا، تم إجلاء 177 جنديًا مصريًا كانت قوات الدعم السريع قد احتجزتهم في السودان، "إلى جمهورية مصر
العربية"، وفق ما أعلن ليل الأربعاء-الخميس الجيش السوداني.
وفرّ ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص من المعارك بحثًا عن ملاذ في تشاد المجاورة، وفقًا لفرق تابعة لمفوضية الأمم المتّحدة السامية لشؤون اللاجئين موجودة على الحدود.