غداة العقوبات الأميركية.. قصف مدفعي في الخرطوم وتعزيزات للجيش!

2023-06-02 | 13:32
غداة العقوبات الأميركية.. قصف مدفعي في الخرطوم وتعزيزات للجيش!

ترددت أصداء القصف المدفعي في الخرطوم الجمعة مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات الى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة عن "قصف مدفعي" على جنوب العاصمة السودانية، بينما دارت اشتباكات في شرقها، وذلك بعدما تحدّث سكان في وقت مبكر عن قصف مدفعي قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون في ضاحية أم درمان.

وتشهد الخرطوم ومناطق أخرى في السودان معارك عنيفة منذ 15 نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، مودية بأكثر من 1800 شخص، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1,2 مليون شخص نزحوا داخليا ولجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج.

وتوصل الجانبان الى أكثر من اتفاق تهدئة كان آخرها خلال مباحثات في مدينة جدة بوساطة سعودية-أميركية، لكنها سرعان ما تنهار في كل مرة، وتتجدد الاشتباكات خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور غربيّ البلاد.

وفي ما يبدو تمهيدا لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش الجمعة استقدام تعزيزات للمشاركة "في عمليات منطقة الخرطوم المركزية".

وأعلن الجيش الأربعاء تعليق مشاركته في المباحثات المستمرة منذ أسابيع، متهما قوات الدعم بعدم الايفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات ومنازل السكان، وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المباحثات رسميا، فيما أكد الجيش السوداني في بيان الجمعة إنه "فوجئ" بإعلان الوسيطين، موضحاً أن وفده تقدم باقتراح لتشاور "غير رسمي"، لكن "الوساطة فاجأتنا ببيان تعليقها للمحادثات دون الرد على مقترحاتنا التي تجاهلتها تماما".

والجمعة، أعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيزور السعودية بين السادس من حزيران والثامن منه، وسيتطرق مع المسؤولين إلى "التعاون الاستراتيجي" بين البلدين في القضايا الإقليمية والثنائية.

وبعدما حمّلت طرفي النزاع مسؤولية انهيار الهدنة والمباحثات في جدّة، أعلنت واشنطن الخميس فرض عقوبات على شركات وقيود على تأشيرات الدخول لمسؤولين على ارتباط بطرفي النزاع.

وتستهدف العقوبات الاقتصادية العديد من الشركات في قطاعات الصناعة والدفاع والتسلح بينها شركة "سودان ماستر تكنولوجي" التي تدعم الجيش.

وبالنسبة الى قوات الدعم، فرضت واشنطن عقوبات على شركة الجنيد للمناجم التي تدير مناجم ذهب عدة في إقليم دارفور وتوفّر تمويلا للقوات.

ويشكك محللون في جدوى العقوبات الأميركية على الطرفين اللذين يمسكان بمفاصل التحايل عليها كما جرى في ظل العقوبات الدولية خلال حقبة الرئيس السابق عمر البشير الذي حكم البلاد لثلاثة عقود قبل أن يطيح به انقلاب عسكري في العام 2019.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان الخميس إن "حمام الدم" في الخرطوم ودارفور "مروّع"، مشيراً الى أن خرق الهدنة الأخيرة "زاد من مخاوفنا من نزاع طويل الأمد ومعاناة كبيرة للشعب السوداني".

ومنذ بدء أعمال العنف، لم يحقق أي من الجانبين تقدما ميدانيا ملموسا على حساب الآخر أو خرقا في موازين القوى.

وبعيد إعلانه تعليق مشاركته في مباحثات جدة، قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة الأربعاء مواقع لقوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، وطال القصف سوقا شعبية، ما أدى الى مقتل 18 شخصا من المدنيين، وفق ما أفاد محامو الطوارئ الأربعاء.

وهدفت مباحثات جدة الى توفير ممرات آمنة تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال وإيصال مساعدات انسانية، حيث فرّ مئات الآلاف من السودان الى دول الجوار، ومنها تشاد الحدودية مع أقليم دارفور.

ونقلت منظمة "أطباء بلا حدود" الجمعة عن لاجئين الى تشاد قولهم إن "مسلحين كانوا يطلقون النار على الأشخاص الساعين للفرار ... وأن قرى تعرضت للنهب، وجرحى توفوا جراء إصاباتهم"، وحذّر منسق الطوارئ في المنظمة كريستوف غارنييه من أن بدء موسم الأمطار يهدد بمصاعب إضافية.

وقال "مع بداية موسم الأمطار، ستزيد سوءا ظروف الحياة غير المستقرة أساسا في المخيمات العشوائية، وسيعقّد فيضان الأنهر من امكانية التحرك والتموين".

ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن الدولي الجمعة مصير بعثة الأمم المتحدة الى السودان التي تنتهي مهمتها السبت، وشدد المدير القطري للمجلس النروجي للاجئين وليام كارتر على الحاجة الى "قيادة إقليمية وقارية لحلّ" الأزمة.

وأشار الى أن الإمارات العربية المتحدة التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجلس، إضافة الى الدول الإفريقية الأعضاء (الغابون وغانا وموزمبيق) "تتمتع بقدرة تأثير استثنائية بشأن التوجه الذي سيسلكه المجلس في هذا الشأن".

وكان البرهان طلب من الأمين العام للأمم المتحدة استبدال فولكر بيرتس، رئيس البعثة التي غادر غالبية أفرادها البلاد بعيد اندلاع النزاع.

وتواجه أعمال الإغاثة مصاعب جمّة منها غياب الممرات الآمنة وعرقلة الجمارك للمساعدات التي تصل جوّا وعدم منح العاملين الأجانب تأشيرات دخول لتعويض نقص المحليين الذين اضطروا للنزوح أو الاحتماء في منازلهم، كما تستمر أعمال النهب والسرقة خصوصا لمقار ومخازن المنظمات الأممية.

ودانت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي الخميس "أعمال نهب أصول وأغذية برنامج الأغذية العالمي التي تجري الآن في الأبيض (شمال كردفان)"، مضيفة عبر تويتر "تعرضت مستودعاتنا للهجوم، والغذاء الذي يكفي 4,4 ملايين شخص معرض للخطر".

وبحسب الأمم المتحدة، بات السودان الذي كان من أكثر دول العالم معاناة حتى قبل النزاع، أمام وضع "كارثي"، في ظل خروج ثلاثة أرباع المستشفيات عن الخدمة، فيما يحتاج 25 مليون نسمة (أكثر من نصف السكان) الى مساعدات انسانية.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق