رأى الرئيس السوري بشار الأسد ان اي حرب في أي مكان من
العالم وكل حرب حدثت في الماضي تنتهي بحل سياسي "لأن الحرب نفسها ليست الحل".
واضاف الاسد في مقابلة مع مجلة "فورن أفيرز" الأميركية ان الشعب السوري لا يزال مع وحدة
سوريا ولا يزال يدعم الحكومة، وتابع: " منذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي طرف في سوريا، وأنا لا أقصد الأحزاب السياسية فقط بل أي تيار أو شخصيات أو لنقل أي كيان سياسي وغيرنا الدستور ونحن منفتحون على كل شيء.. لكن عندما ترغب بالقيام بأمر ما فإن ذلك لا يتعلق بالمنصب ولا بالحكومة بل بالسوريين أنفسهم".
وتابع الرئيس السوري: "نحن ذاهبون إلى روسيا وسنتفاوض لكن هناك سؤال آخر هنا، مع من تتفاوض، نحن كحكومة لدينا مؤسسات ولدينا جيش ولدينا نفوذ سواء كان إيجابياً أو سلبياً أو في أي اتجاه وفي الوقت الذي نريد. أما الأشخاص الذين ستتفاوض معهم فمن يمثلون هذا هو السؤال".
كما شدد على ان المعارضة يجب ان تكون سورية، وقال "لدينا معارضة وطنية وأنا لا أقصي أحداً ولا أقول إن كل أطياف المعارضة غير وطنية، ما أقوله هو أنه عندما يجري نقاش ينبغي أن يتم الفصل بين المعارضة الوطنية وبين شخصيات لا تعدو كونها دمى. ليس كل حوار مثمراً".
وفي رده على سؤال ان كانوا سيجتمعون مع قوات المعارضة التي تدعمها بلدان خارجية، قال الاسد: "سنتحاور مع الجميع، ليس لدينا أي شرط".
وعن المحادثات المرتقبة في موسكو اشار الاسد الى انها ليس مفاوضات للتوصل إلى حل بل إنه تحضير للمؤتمر.
وتابع: "إنها عبارة عن تحضير للمحادثات عند الشروع في التحدث عن المؤتمر، بعض الشخصيات دمى في أيدي بلدان أخرى وهي تنفذ أجنداتها. ونحن نعلم أن هناك بلداناً مثل فرنسا على سبيل المثال لا مصلحة لها بنجاح ذلك المؤتمر وبالتالي فإنها ستعطي الأوامر بإفشاله".
وفي سياق متصل شدد الرئيس السوري على ان كل ما تقوم به
إيران في سوريا يتم بالتعاون الكامل مع الحكومة
السورية، "هكذا كان الأمر دائماً".
وفي رده على حادثة الاعتداء الاسرائيلي الاخير على القنيطرة اشار الاسد الى ان ادعاء
العدو الاسرائيلي بأن ثمة خطة لشن عملية ضدها من الجولان "ابعد ما يكون عن الواقع، إنها مجرد ذريعة لأنهم أرادوا اغتيال اشخاص معينين من
حزب الله"، واصفاً الادعاءات الاسرائيلية بالـ" زائفة".
واتهم الاسد الاحتلال الاسرائيلي بتقديم الدعم للجماعات المسلحة في سوريا معتبراً أن سلاح الجو
الإسرائيلي يشكّل القوى الجوية الخاصة بهذه الجماعات.
وقال الأسد إن "
إسرائيل تقدم الدعم للجماعات المسلحة في سورية... هذا واضح تماماً... كلما حققنا تقدماً في مكان ما، يقوم الإسرائيليون بالهجوم من أجل التأثير على فعالية الجيش السوري".
وأضاف: "هذا واضح جداً، ولذلك يسخر بعض السوريين ويقولون... كيف يقال إن القاعدة لا تمتلك قوى جوية... في الواقع لديهم قوى جوية هي
القوات الجوية
الإسرائيلية".
وتابع: "في كل
حالة أراد الجيش السوري الدخول إلى منطقة معينة نجح في ذلك، لكن لا يمكن للجيش
العربي السوري أن يوجد في كل كيلومتر من الأراضي السورية... هذا مستحيل".
واشار الاسد الى انه لم يحصل اي تغيير فيما تحصل عليه سوريا من الإيرانيين والروس.
وعن العمليات التي تنفذها
الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد "داعش" في سوريا راى الاسد انها مجرد عمليات تجميلية، "وليس شيئاً حقيقياً.. منذ بداية هذه الهجمات وداعش تحقق السيطرة على المزيد من الأراضي في سوريا والعراق".
وتابع: " نحن مستعدون للتعاون مع أي دولة تظهر جدية في محاربة الإرهاب"، مشدداً في الوقت عينه على ان أي قوات لا تعمل بالتعاون مع الجيش السوري هي قوات غير قانونية وتنبغي محاربتها.
ونفى الاسد وجود اي أثر يمكن ان يحدثه التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي على سوريا، وقال: "الأزمة السورية لم تكن أبداً جزءاً من المفاوضات وقد رفضت إيران جعلها جزءاً من المفاوضات.. وهي على حق.. لأن لا علاقة بين الأمرين"، وتابع " اذا توقف الدعم الخارجي والامداد وتجنيد المزيد من الإرهابيين الجدد في سوريا لن تكون هناك مشكلة في هزيمتهم".
واضاف ان المشكلة في الوقت الراهن لا تزال بان هناك عمليات إمداد مستمرة بشكل أساسي من تركيا.