التقى رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب
وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في
وزارة الخارجية في موسكو، بحضور عضو الهيئة الاستشارية الدولية في
روسيا الدكتور فيتالي نعومكين وعدد من الديبلوماسيين في الوزارة والوفد المرافق لأرسلان، وتم التباحث في قضايا المنطقة بشكل عام وفي الوضع اللبناني خصوصا، بلقاء دام لأكثر من 4 ساعات، تخلله مأدبة غداء أقامها بوغدانوف على شرف أرسلان.
وقال أرسلان عقب اللقاء: "نحن نعتبر أن موسكو برئاسة بوتين وإدارته المميزة النابعة من الموقف الجريء الحر لتحرير
العالم بأسره والمنطقة التي نحن منها وإعطائنا فرصة العيش بكرامة وبعزة وبشرف في أوطاننا، بعيدا عن الهيمنة والتسلط وروحية الإستعمار، التي انشئنا عليها لسنوات طويلة والتي خربت المنطقة وكانت مصدرا للارهاب التكفيري ولكل مصادر الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية، أتى الدور الروسي المناضل المكافح القوي العازم على ضرب هذا التهديد التكفيري الإنعزالي الإستعماري ليس فقط لمنطقتنا إنما أصبح يهدد العالم والسلم العالمي بشكل عام".
وأضاف: "لولا وجود روسيا في هذا الزمن وهذه القوة وفي إستعادة التوازن الدولي، لكان العالم ذاهب إلى الخراب والإنهيار التام وإلى إستضعاف كل القوى وتفكيكها وتفتيتها، وبالتالي إن منطقتنا كانت ستدخل إلى ما كان يسمى بالقرون الوسطى حروب المئة العام، بل أستطيع أن أقول حروب الألف عام، الدور الروسي مقدر جدا وهو جزء لا يتجزأ منا ومن كرامتنا وشرفنا في هذه الأمة، ونحن نعتبر أنفسنا في خندق واحد وفي مصير واحد ومعركة واحدة، التي تمتد من كل المنطقة إلى كل العالم، ولأن هذا العالم لن يعيش ولن يستمر إلا بإحقاق التوازن الحقيقي التي أثبتته روسيا وأحدثته بوجودها وإدارتها".
بدوره، قال بوغدانوف: "هذا اللقاء الودي بالنسبة الى روسيا وبالنسبة الى المهام المشتركة، هو لدفع الأمور نحو تعزيز الروابط الداخلية من صداقة وتعاون وتضامن بين الشعبين الروسي واللبناني، ونتمنى لأصدقائنا اللبنانيين تجاوز كل المشاكل والتواصل والتوافق على أسس وطنية لحماية وحدة
لبنان وسيادة لبنان، ونعطي أهمية قصوى لمواقف أصدقائنا اللبنانيين لجهة الحلول المناسبة للشعب اللبناني في الشق السياسي والاقتصادي والاجتماعي لحلحلة المشاكل التي تواجه المجتمع اللبناني، وأقصد بطبيعة الحال وجود اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة جدا، لذلك نقدر هذه الفرصة للنقاش مع الأمير طلال أرسلان وطرح اخر المستجدات، ونأخذ في الإعتبار أثنائها بلورة المواقف الروسية بالنسبة الى
القضايا في المنطقة، وأنتم تعرفون جيدا مدى قوة العلاقات بين موسكو وبيروت، ولبنان بشكل عام، لذلك نحن سعداء جدا باللقاء".
وبحسب بيان صادر عن الخارجية الروسية، "جرى تبادل الآراء بشكل مفصل حول تطورات الوضع في لبنان وما حوله، وأكد الجانب الروسي موقفه الثابت الذي يدعم استقلال، وسيادة ووحدة أراضي الجمهورية
اللبنانية، وعزمه مواصلة تطوير وتعزيز علاقات الصداقة التقليدية بين روسيا والشعب اللبناني المتعدد الطوائف".
وأضافت الوزارة أن "الطرفين بحثا في موسكو قضايا تسوية الأزمة
السورية، بما في ذلك حزمة المسائل المرتبطة بعودة اللاجئين السوريين الموجودين في الأراضي اللبنانية إلى وطنهم".